دلائل النبوة / محفوظ ولد ابراهيم فال

كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم مولد أمة وحضارة تنتظرها البشرية كلها احتياجا واضطرار وينتظره علماء بني إسرائيل استبطاء واستبشارا فكانوا يعلمون قرب بعثته وقد هاجر اليهود إلى المدينة قبل الميلاد بدهر لعلمهم أنها دار هجرته ودولته صلى الله عليه رجاء أن يكون منهم وكان حالهم ما قال الله تعالى عنهم :
( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا _ الأوس والخزرج _ فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين  ) ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )
وكان ذلك من أعظم دلائل النبوة ومما احتج الله تعالى به على الناس أجمعين فقال جل وعلا : ( أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ) ( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذين يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل ) ( وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي التورية ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه جاء إلى المدينة بأمر من راهب نصراني أخبره أنها مهاجر نبي آخر الزمان 

ومع هذا كله لم يسلم من هؤلاء إلاقلة كسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام وكعب الأحبار رضي الله عنهم وقد ذكر الله تعالى حالهم مع القرآن قال تعالى :
( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك )
( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا  ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )
( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لانؤمن بالله وما جاءنا من الحق  ) ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم )

أما أكثرهم فقد حسد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل من فضله على من يشاء من عباده )( أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله)

وهذا من أعظم دلائل النبوة إذ يمكن أن يجادل النبي في الدلائل التي حدثت في زمنه ويدعى له دور فيها ولكن كيف تنسب إليه آيات سبقت مولده بدهر طويل ثم جاءت كما هي فصدقت نفسها وصدقت من جاءت لتصديقه صلى الله عليه وسلم

اللهم اجعلنا من الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه .

 

19. أكتوبر 2020 - 7:25

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا