لم تعد تمبدغة تلك المدينة الزاخرة بالعلم والأدب والشعر والفن، ولم يعد هناك وجود لمجالس العلم والفقه ولا مجالس الفن والأدب.... كلا فقد رحلوا جميعا...
بعد أن كانت مدينة تمبدغة مهدا للعلوم والمعارف وخرَّجت فطاحلة العلماء والأدباء الذين ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس ووصل علمهم وأدبهم وصيتهم مشارق الأرض ومغاربها وعلموا وأفتوا وتولوا القضاء ومنابر الخطابة...
أصبح اليوم أبناؤها يعجزون عن نجاح شخص أو اثنين في المسابقات الوطنية.. !! ترى ماهو السبب؟؟؟
منذ سنوات تم إغلاق شعبتي الرياضيات والآداب الأصلية في المقاطعة من طرف الوزارة بحجة أنه لم يعد يتوفر من الطلاب العدد الكافي لفتح هذه الشُّعب وتم إغلاقها نهائيا
وفي القريب قد نرى إغلاق كل الشعب العلمية والأدبية بعد تدهور المستويات وتدنيها إذا لم ينتبه أهل المدينة ومسؤولها لهذا الوضع المزري وهو طريق مظلم وستكون له عواقب وخيمة في قريب الآجال...
فنحن في عصر العلم والمعرفة ولا مجال فيه للأمي ولا البخيل فهل سنرضى لأجيالنا القادمة أن تكون في ذيل العلم و المعرفة!!
نحن بعيدون كل البعد عن ما يجري في مقاطعات الجوار فقد رأينا في الأيام الماضية نادي قدامى ثانوية لعيون يكرمون الطلاب المتفوقين في كل المسابقات، ويشدون من أزرهم ويدعمونهم معنويا حتى يتواصل العطاء وينتشر العلم...
أين أنتم يا قدامى مدرسة الشيوخ في تمبدغة وثانويتها... ألا تستحق عليكم المدينة الخالدة أن تساعدوا أهلها وأبنائهم حتى يتفوقوا ويكتسبوا المزيد من العلم والمعارف...
لو كان لي من الأمر شيء لقمت بفتح مدارس خصوصية ولَجلبت الأساتذة المتميزين ووفرت لهم سبل البقاء والعيش الكريم حتى يقدموا للطلاب ما جادت به قرائحهم، وليس لدي أدنى شك من أن مستويات الطلاب تحتاج فقط للدعم والمساندة بل إن حبهم للتعلم ومثابرتهم ستخلق المعجزات لو وجدت من يدعمها، لكن ضعف المستويات هو ما سبب لهم هذه الإنتكاسة التي نراها اليوم...
فهل من ملبٍ للنداء ودعم التعليم في المدينة الخالدة...//