آن الاوان ان نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع / د.محمدعالي الهاشمي

منذ أن وجدت البشرية على هذه الأرض، وأبناؤها يسعون إلى الاستفادة من كل ما تجود به أرضها وسماؤها وبحرها، ومما تحويه من خيرات وإمكانات، بهدف تحسين معيشتهم، واستمرار نشاطهم وبقائهم على قيد الحياة. ولعل الزراعة أهم نشاط مارسه البشر على مر العصور، ومَا زَالت أهمّ نشاطات الحياة لدى عدد كبير من المجتمعات، والمورد الرئيسي للحياة لمجتمعات عديدة، وملاذ الأمن الغذائي لجميع الكائنات الحيه

وتوظيف الكثير من الناس وتساهم إيجابيا في الاقتصاد  وتحسن من الدخل القومي ومستوى معيشة السكان، وتخلق جوا جيدا للتنمية الإقتصادية، ولذلك، تعتمد العديد من الدول  في التنمية الإقتصادية  على معدل النمو الزراعي.

كما يضمن القطاع الزراعي الأمن الغذائي، وهو الشرط الرئيسي والأهم في استمرار أي مجتمع، لأنه يمنع أحد أهم المشكلات الرئيسية التي قد تواجهها أي دوله او مجتمع، وهي المجاعة، التي يمكنها أن تقضى على الحياة بشكل نهائي.

الزراعة هي المصدر الرئيسي للمواد الغذائية في العالم، فهي تنتج جميع المواد الغذائية الأساسية،والضرورية للحياة  مثل الخضروات والبروتينات والزيوت، وتشمل أيضا منتجات أخرى مثل الاعلاف والأسمدة والأخشاب واللحوم  وجلود الحيوانات والدجاج والبيض.... وغيرها من المواد، منها ما يستخدم حتي في القطاع الطبي.

للقطاع الزرعي أهميته الفائقة في اقتصاد بلدنا وبدون أدنى شك فإن أهميته تعاظمت في ظل المتغيرات الاخيره منها غلق معبر الكركرات وارتفاع اسعار الخضروات بل وعدم وجودها و انتشار فيروس الكورونا والمشاكل الاقليميه لتي تعيشها البلدان المجاوره كالارهاب.......

اليوم هناك حاجة ماسة للإسراع في اتخاذ التدابير والإجراءات على المستوى الوطني  عبر خطة عاجلة لمواجهة ما يحيط بنا من مخاطر بعد غلق معبر الكركرات  وتوقف كثير من الانشطه التجارية خصوصا الخضروات والفواكه والمنتجات الزراعيه مما اسفر عن حدوث نقص في إمدادات الغذاء وتصاعد أسعار الخضروات والفواكه بشكل غير مسبوق وغير معقول نتيجة نقص معظم إنتاج المحاصيل الزراعيه في بلدنا وعدم اعتماد سياسه استراتيجية للقطاع الزراعي وهذا ما يجعلنا في هذه الفتره نركز جهودنا ولا ندخر اي جهد مادي اومعنوي اوعلمي وان تنصب كل اهتماماتنا الي الزراعه ونبدأ بزرع الضروريات كالخضروات أولا  والقمح والذرة والفول والفاصوليا والسكر  والزيوت والفواكه والألبان والجبن والعسل والدجاج والبيض  وغيرها من المنتجات الأساسية 

يعتبر القطاع الزراعي  أحد أهم القطاعات الاقتصادية الحيوية ويشغل حيزاً لا يستهان به من منظومة النشاط الاقتصادي فيها كمساهم رئيسي في تأمين الغذاء والعديد من المواد الأولية لعديد من الصناعات والسلع التصديرية وتأمين السيوله الأجنبيه فضلاً عن اعتماد شريحة واسعة من أبناء الشعب والأسر كمصدر لرزقهم  من خلال توفير فرص العمل للعديد من الأيدي العاملة في عملية الإنتاج وما يرتبط بها خلفياً أو أمامياً من صناعة وتأمين مستلزمات الإنتاج أو الصناعات الغذائية والتحويلية وخدمات التسويق والنقل والتخزين.

ومعظم البلدان النامية، تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للدخل القومي، مع مساهمة في الكثير من القطاعات، بما في ذلك النقل، فالمزارع والمصانع تحتاج إلى نقل المنتجات الزراعية من المزرعة إلى المصنع، وايضا تدعم التجارة الداخلية بين الأفراد والشركات كما تستفيد منها ليد العامله في الريف .

المنتجات الزراعية مثل السكر والخضروات والحبوب والأرز والتوابل والالبان تعد الصادرات الرئيسية للبلدان النامية التي تعتمد على الزراعة ونحن نستطيع إنتاج الاكتفاء الذاتي بل أكثر من ذلك لما يتوفر لدينا من الاراض الخصبه والثروه الحيوانيه تستطيع تغذية العديد من الدول وما ينقصنا هي سياسه وطنيه ولفته  من الجهات المعنيه لهذا القطاع ، وتعتبر الزراعه مصدر مهم للغاية في توفير فرص عمل وتبادلات تجاريه خارجيه، وتوفير العملات الصعبه والتي تستخدمها لغرض إستيراد مواد أخرى من شأنها أن تدعم التنمية الإقتصادية للبلاد.

تُعدّ الزراعة ركيزة أساسية وعمودا رئيسيا في بناء الاقتصاد لأي دولة ونظرا ًلهذه الأهمية التي تحتلها الزراعة في بناء أي اقتصاد، فإن الزراعة  تعد الشكل المهيمن على  قطاع الإنتاج الغذائي في كل البلدان وعلى الصعيد المجتمعى، وهناك عدد من العوامل التي تعتبر مفتاحاً لنجاح تنمية وتطوير الزراعة مثل: الظروف الزراعية الإيكولوجية والخصائص التضاريسية، و السياسات المعتمده، والوصول الى الأسواق، والوصول الى الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى، والوصول الى التكنولوجيا والخدمات الإرشادية، والوصول الى الائتمان، والأوضاع الديمجرافية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية، إضافة إلى توافر التعليم المتخصص واما الظروف والتضاريس والارض والمناخ  فهذه قد وهبها الله لنا وما ينقصنا تلك العوامل التي تعتمد علي سياسة الدوله .

وترتكز الزراعة الي ثلاث قطاعات : القطاع النباتي والقطاع الحيواني والتصنيع الزراعي الأساس الصلب لتعزيز الصمود والاعتماد على الذات وتحقيق الأمن الغذائي.

وتتصدر الزراعة الاهتمام لتتصدر المشهد وتحمل العبء الأكبر في الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد وتغطية حاجة البلاد من فرص العمل ، وتوفير السلع الغذائية الأساسية والضرورية في ظل الأزمة لحالية وهو ما يتطلب العمل الجاد على كافة المستويات والاتجاهات والمحاور:

- مراجعة السياسات الزراعية المرتبطة بالإنتاج الزراعي، وإعادة النظر في الدورة الزراعية والتركيب المحصولي، والتركيز على التكثيف الزراعي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لمعظم المحاصيل الاستراتيجية وتغطية الاحتياجات الغذائية 

- الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في أساليب الإدارة والإنتاج في وحدات الاستثمار الزراعي والمشاريع الزراعية، من أجل تحرير الطاقات الإنتاجية والاستثمار الأمثل  لكافة الموارد والإمكانيات الطبيعية والمادية والبشرية المتوفرة، وبذل كل جهد ممكن في مجال الإدارة والقيادة الزراعية لتحديد نقاط  الضعف  أينما وجدت لتلافيها بغية إنجاح العمل الزراعي، وهو ما يعني الحاجة الملحة إلى حصر وتحديد كافة الموارد المتاحة وحشد كل مصادر الدخل الإضافية التي يمكن أن يستفاد منها، واستبعاد أي نفقات غير ضرورية.

- رفع إنتاجية الأراضي الزراعية من المحاصيل المختلفة بالاعتماد على الأساليب الإنتاجية الحديثة التي تمكن من الاستثمار الأمثل لعناصر الإنتاج والمحافظة على الموارد الطبيعية والطاقات الإنتاجية الكامنة للأرض الزراعية. 

إن تحسين  إنتاج  المنتجات الزراعية يتطلب حزمة متكاملة من الاجراءات على المدى البعيد والمتوسط والقصير  وهذا دور الحكومه بالاعتماد علي خبراء وفنيين في الزراعه.

وبما أن  الزراعة من المهن اللازمة لحياة البشرية، والتي لا تحيا بدونها، فقد ورد في القرآن الكريم الكثير من  الآيات التي تلفت انتباه الناس إلى ذلك؛ منها قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ}

 

وفي الاخير الزراعة مفيدة للصحة وتعطي منظر جميل الزراعة  مهنة مهمة تفيد الإنسان والحيوان فتعطي الأكسجين وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتحمي طبقة الأمازون  الزراعة مهمة لان النبتات تعطينا الهواء النقي للتنفس و ايضا تزرع لتجميل الاماكن مثل الحداءق والساحات و تغذينا من ثمارها (من دون الزراعة لا نستطيع ان نعيش)

فهيا بنا الى الأخذ بأسباب القوة، وزراعة مايفيد وينفع الوطن،

حتى نكون شعب يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع،

ويشرب الماء مما يجمع.

 

 

8. نوفمبر 2020 - 15:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا