دونالد ترامب، رئيس مثير للجدل في كل محطات حكمه التي دامت أربع سنوات، وانتهى طموحه لمأمورية ثانية بهزيمة مدوية أمام جو بايدن المرشح الديمقراطي.
استفاد بايدن كثيرا من مشاكل وأزمات حاصرت ترامب، من أبرزها طريقة تعامله مع جائحة كورونا، التي سجلت عدد الإصابات بها في البلاد أكثر من 10 ملاين، ووفياتها تجاوزت 200 ألف، ماجعل نغمة السخط تزداد عليه. بالإضافة إلى فقدان أكثر من 42 مليون عامل وظائفهم، وفق بيانات وزارة العمل الأميركية.
ترامب سيتذكره العالم بقرارات غريبة بدأها فور تنصيبه. ففي 27 يناير 2017، قام بمنع بعض الجاليات من 7 دول اسلامية من دخول أمريكا بحجة حماية الأمة من دخول إرهابين أجانب، كما شرع في بناء جدار عازل مع المكسيك، وأحدث تغييرا في النظام الفيدرالي للهجرة، يؤدي إلى الحيلولة دون استقرار مزيد من المهاجرين بشكل قانوني في الولايات المتحدة.
إذ يأتي البروتوكول الجديد “Public Charge” أو "العبء على الدولة" في إطار مساعي تبذلها إدارة ترامب للدفع باتجاه تفضيل المهاجرين من ذوي الكفاءات وأولئك الذين لا يحتمل أن يعتمدوا على إعانات الدولة. وهناك نحو 380 ألف مهاجر سيخضعون بشكل مباشر للمراجعة بموجب البروتوكول الجديد.
وفي مجال السياسة الخارجية أعلن ترامب مطلع السنة الجارية انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، مضيفا رفضه لأي شيء يقف في طريق إنهاض الاقتصاد الأمريكي، وينضاف لذلك قراره بالإنسحاب من اليونيسكو بحجة معاداتها لإسرائيل، وفي ذروة الحرب على كورونا. كما نفذ تهديداته وباشر رسميا آلية سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية بعد اتهامها بالتأخر في التحرك للتصدي لفيروس كوفيد 19. وهو ما لاقى انتقادات واسعة من مسؤولين في المجال الصحي.
الوجه الآخر لسياسات ترامب من أبرز ملامحه هو صراعه مع مستشاريه ووزرائه في ظل إقالات تجاوزت 50 مسؤولا في نظامه. آخر ذلك كان إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، حيث كتب الرئس الخارج من هزيمة انتخابات 3 من نوفمبر في تغريدة له على موقع تويتر "يسعدني أن أعلن أن كريستوف ميلر الذي يحظى باحترام كبير، وجرت الموافقة عليه بالإجماع من قبل مجلس الشيوخ في وقت سابق، سيكون وزير الدفاع بالإنابة، ومفعول هذا القرار يسري بشكل فوري".
وزير الدفاع أسبر سبقه في قرار مماثل وزير الخارجية ريكس تيرلسون الذي حل محله مايك بومبيدو، وجون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض..الخ.
هزيمة ترامب في الانتخابات قد لا تفضي لخروجه من المشهد السياسي الأمريكي وهو الفائز بتصويت 71 مليون مواطن،مايعني أن خطابه الشعبوي يحظى بحاضنه وقبول. ولعل معركة الطعون القضائية التي يخوضها حول نتائج الانتخابات، وعدم تهنئة خصمه بايدن بالفوز مؤشرات على شخصية ترامب المحبه للأضواء وصناعة الحدث، حتى في الأيام الأخيرة من حكمه.
الرئيس ترامب مع كل ما يثار حوله من لغط ، يبقى الرئيس المتصالح مع ذاته بخطاباته وسياساته المنسجمة مع بعضها، ما قد يعطيه فرصة للبقاء في عالم السياسة الأمريكية وبقوة.