نحن أمة مسلمة عربية إفريقية اعتنق آباؤنا الإسلام في القرن الرابع الهجري ونشرناه في القارة الإفريقية ونحن إخوة يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وحاربنا المستعمر ثقافيا بمحاظرنا وعلمائنا وفقهائنا ولم نرغب في الإندماج معه مثلما فعل شعوب آخرون...
ولم تشكل لغته يوما ثقافة لنا بل اعتمدنا اللغة العربية -والتي عليها نشأنا- كلغة رسمية في أول دستور للبلاد وصوتنا عليها بأغلبية مطلقة ولم نحتج لتغيير ذلك حتى اليوم
ولنا لهجات وطنية ثرية نعتمد عليها في اندماجنا الثقافي والفكري وهي مصدر ثراء وتنوع...
وقد لاحظنا أن اللغة العالمية الأكثر انتشارا واستخداما هي اللغة الإنجليزية حيث تعتبر لغة علم وبحث في مختلف المجالات العلمية والفكرية ولا شك سنتحول تدريجيا نحوها وسنغير مناهجنا العلمية إليها في الغد القريب، حتى نتمكن من الإستفادة منها على جميع الأصعدة.
ومما هو جلي اليوم، هو مقارنة من تعلموا الإنجليزية قبل ربع قرن من الآن في وطننا، ومن تعلموها حتى اليوم، فالعدد غير قابل للمقارنة فقد انتشرت الإنجليزية كثيرا، وتعددت المعاهد والجامعات التي تعلمها...
أما اللغة الفرنسية فهي تحتضر حقا وتعيش أيامها الأخيرة وقد ذهب فعلا النور الذي كان معها، ولاشك أن الرئيس الفرنسي كان يقصدها في تصريحاته المسيئة لنا، أنها تعيش أزمة حقا وهو على علم بذلك لكن خانته العبارة ولم يوفق فيها
وفي عصور ازدهار اللغة العربية أيام العباسيين كانت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة وتمت ترجمة آلاف الكتب إلى عشرات اللغات وشهدت علوم الطب والهندسة والفلسفة حينها إزهارا كبيرا، أسس لغالبية العلوم وكان سبب تطورها حتى اليوم، إن من يتطلع إلى تاريخ الشعوب يدرك أن اللغة العربية لغة عالمية بجدارة وهي لغة القرآن ويستحيل اندثارها إلى يوم الدين
وفي الترتيب العالمي للغات تأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية والصينية والهندية، ويتحدثها قرابة 7 في المائة من سكان العالم بخلاف الفرنسية التي تتذيل الترتيب بالمركز التاسع
لو حرصت قيادتنا على التطور والتقدم لألغت مناهج التعليم بالفرنسية واستبدلتها بالإنجليزية ولأحدثت ثورة علمية ولرصدت أموالا ضخمة لتطوير العلم سيكون لها ما بعدها وسنجني ثمارها في قريب الآجال...