ملامح المدرسة الجمهورية / خونه ولد إسلمو

ودعنا خلال الأسابيع الماضية عاما دراسيا استثنائيا كان مجرد استكماله تحديا بارزا بينما كان ما شهده من نجاحات على صعد شتى ملفتا ويستحق التنويه والإشادة فهو مكسب لجميع الأسرة التربوية الوطنية التي تضافرت جهودها واتحدت أطرافها لتحقيق هدف واحد أسمى هو إنجاح السنة الدراسية 2019 / 2020 وكان لها بفضل الله وتوفيق منه ما أرادت.

وها نحن على وشك استقبال عام دراسي جديد سيكون من مسؤوليتنا جميعا أن نهيئ له الظروف المناسبة ليكون نقطة انطلاق مباركة نحو العبور الهادف إلى المدرسة الجمهورية التي هي غاية ووسيلة إرساء دعائم نظام تربوي وطني جامع ناجح وناجع قادر على تحقيق أهداف النظام التربوي بجودة ونوعية من خلال تطوير الأساليب والمناهج.

خلال الفترة المنصرمة نجحت وزارة التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح في وضع الأساس السليم لعقد الشراكة الضرورية مع أبرز شركائها من نقابات وطنية ورابطة أباء التلاميذ وذلك من خلال التشاور الدوري الصريح والمنفتح وهو ما مكن من تشخيص مجمل مكامن الخلل في منظومتنا التربوية وأفضى لاحقا لوضع الوزارة رزمانة زمنية لمختلف محطات مسار الإصلاح وكذلك شروعها فعليا في تجسيد الإصلاح المنهجي لأحد أهم ركائز العملية التربوية وأبرز مطالب الهيئة التدريسية وهو مراجعة المناهج التربوية والذي شمل مراحل التعليم الثانوي ويبدأ مساره المتدرج في حلقات التعليم الأساسي بحلول هذا العام الدراسي من خلال البرنامج الجديد للسنة الأولى القائم على مقاربة نموذجية تمكن التلميذ من إتقان القراءة والكتابة وأبجديات الحساب بإكماله لعامه الدراسي الأول. ويظهر جليا من خلال ذلك تصميم معالي وزير التهذيب الوطني السيد ماء العينين ولد أييه على أن يكسب نظامنا التربوي رهان النجاح والإصلاح من خلال متابعته وإشرافه على جميع مراحل هذا المسار الجديد من وضع التصور للبرامج وطباعتها وتكوين المكونين الذين سيشرفون بدورهم على نقل المعارف والمهارات والأهداف المتوخاة من هذه البرامج الجديدة إلى الطواقم الميدانية المباشرة لعملية التدريس.

إن الشراكة الحقيقية هي التي يقطف الجميع ثمارها ويتجلى ذلك في مواكبة النقابات التعليمية لعملية الإصلاح الحصيف المتأني الهادف والعميق التي باشرها معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد ماء العينين ولد أييه حيث أن النقابات التعليمية لم يعد دورها يقتصر فقط هو المطالبة بالمكاسب المادية للمدرس بل أصبح تثمين مهنته و تطويرها من خلال مروره بمسار مهني حافل باكتساب المهارات الضرورية والمتجددة لمهنة التدريس من خلال المطالبة بترسيم التكوين وتكثيفه وخلق جو تنافسي وتشجيع ومكافئة المتميزين.

إن المدرسين جميعا لفخورين بمهنتهم ويتطلعون إلى لفتة اعتراف لهذه المهنة التي تدين لها موريتانيا بكل شيء دون استثناء من خلال تحسين الوضعية المادية للمعلمين والأساتذة ولسان حالهم جميعا يردد قول الشاعر إبراهيم طوقان:  وَلَوْ  أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً  يُرْتَجَى  .   .   .    وَأَبِيكَ  لَمْ  أَكُ  بِالْعُيُون  بَخِيلا.

إن إرهاصات تشكل المدرسة الجمهورية التي هي مطلب للجميع صارت شيئا ملموسا من خلال العناية التي يعطيها رئيس الجمهورية للتعليم ومكانته البارزة في برنامج الانتخابي تعهداتي وفي برنامج الأولويات ومن خلال الخطوات المتدرجة التي شرعت فيها وزارة التهذيب الوطني وتكوين التقني والإصلاح وهو ما شكل ملامح المدرسة الجمهورية المنشودة في انتظار القادم الموعود من إعطاء العناية للمدرس الذي هو حجر الزاوية في العملية التربوية.

وأملنا أن يكون إشراف رئيس الجمهورية على افتتاح العام الدراسي 2020 / 2021 من مقاطعة أمبود بولاية كوركل هو الإشارة التي ستبصر على إثرها المدرسة الجمهورية النور وتبرز لحيز الوجود الفعلي بعد تعثر بعض الخطوات الحاسمة في هذا الاتجاه بفعل الإكراهات الناتجة عن الجائحة الصحية لما لهذه الفعالية والمكان من رمزية ودلالات وطنية تبعث الأمل والفرح في نفوسنا كمواطنين وتبرز التصميم والإرادة الصادقة لرئيس الجمهورية.

 

15. نوفمبر 2020 - 16:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا