وعود مخيبة ،وجبهات ساخنة / محمد ولد سيدي 

1- اكتملت ستون سنة، بالتمام والكمال على عمر الدولة الموريتانية،أنشأت مشاريع نجح بعضها ، و فشل بعضها الآخر ،لو أنها رأت النور جميعا ، لقطعت موريتانيا، مراحل متقدمة في التنمية،ولكن، هيهات! 

2 - وعود كبيرة وراء تهدئة الساحة ، وخلوها من مظاهر الرفض، والتصعيد،نخشى أن يكون ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة!!

3- في ظل الثابت من المشاكل المستعصية،كالهشاشة، و الغبن والتهميش، والمتحول في مواقف القيادات المؤثرة من قادة أحزاب، و ساسة، وحقوقيون، وضعف في الأداء، يجد المواطن الموريتاني، نفسه رهينة منظومة كتبت لها الأقدار أن تحافظ على مسار،لما تخرج من عباءته ، حتى في فترة الألفة والتفاهم، كما هوواقع، اليوم.

متى نشعر أن العالم تغير، وأن الدول الهشة لامكان لها في النظام العالمي الجديد؟ وما المانع من تقوية اللحمة الوطنية، والإستغلال الأمثل للثروات الهائلة التي يمتلكها البلد، ومتى نرتقي عن قطع مئات الكيلومترات من أجل توفير خدمات بسيطة تجاوزها الزمن ،مدرسة،نقطة صحية،بئر،طريق معبد، جسر ؟ 

ليس هذا، هو ماينتظر حامل الشهادة، ولا العامل البسيط، ولا المواطن الذي يقف في طوابير من طلوع الفجر الى الظهيرة عند حوانيت أمل. 

الذكرى ال60 على نشأة الدولة، كل القطاعات الخدماتية، ينسي بعضها في تردي بعضها الآخر، حتى الإستقلالية في الإنتاج الزراعي، لم تقع ! 

آن للمنظومة الحاكمة أن تراجع مسارها المتعثر، ،وتتصالح مع ذاتها ومع الشعب الذي طالما منحها ثقته، الرهانات اليوم، في الذكرى ال 60 ،هي نفسها ،الرهانات في الذكرى 40 و الذكرى 20 لعيد الإستقلال، الحد من الفساد، وتحقيق الإكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات والفواكه، والزيوت والسكر، وبنية تحتية، تتماشى مع حجم الثروات المعدنية والصيد البحري، وقلة السكان... 

إن العمل بفريق، سبق وأن أخفق في تحقيق هذه الأهداف، في الذكرى ال 40 وال 30 ،لن يحقق المعجزات في الذكرى ال 60 طالما أن الملطخة أياديهم بالمال الحرام، يتصدرون المشهد السياسي!! 

مايحزننا هو الهشاشة الإجتماعية، والإعتراف بالغبن، والإقصاء، وفي نفس الوقت، السير على نفس النسق، الذي أدى الى إتساع الهوة بين المكونات الإجتماعية، فالذين جاؤوا الى إمبود ، يبتعدون حوالي 60سنة ضوئية عن حياة أهل إمبود، في سكنهم، وملابسهم، وغذائهم، وتعليمهم،ووسائل عيشهم، وسلوكهم،وإذا تحدث بعضهم عن تأخر بعض الفئات، وعدم مسايرتها للركب، رمي بأبشع النعوت، والعمالة للخارج، بينما يعد حجم الحشر للكرنفالات هو النجاح المؤمل من رئيس وعد أمام الله، وأمام الشعب، وأمام العالم، بالمساواة، ووحدة الوجبات " المشوي"، والسكن اللائق، والتشغيل، وتحقيق الإكتفاء الذاتي ،في الوقت الذي ندخل فيه أزمة غذائية،بإقفال معبر الكركارات في الذكرى 60 لعيد الإستقلال!

ليست معركة الكركات وليدة صدفة، هناك قوى تحرك المياه الآسنة، الغرض منها، تحقيق مآرب إقتصادية، وتواجد إقليمي، وفتح جبهات ساخنة الرابح الأكبر منها هم اللاعبين الأساسيين في الساحة الدولية، من هنا على قيادتنا الموقرة أن تدرك حجم التحديات الأمنية في أكثر من جبهة خاصة أن موريتانيا من منطقة الصحراء الملغمة ودول الساحل المشتعلة بالصراعات البينية والجماعات المسلحة والجريمة المنظمة والإرهاب في ظل هذه الوضعية ،كيف لنظام ورث جبل من التراكمات الصعبة،وعجز عن حلها، وطبول الحرب تقرع شمالاً كيف له أن يحدث ثورة إقتصادية و إجتماعية بفريق له حظ من تراكمات الفساد والفقر والجهل والغبن والديون. 

للأسف الشديد، لم نتعلم من التجارب القاسية التي مررنا بها، ولم نسلك لها السبيل الأنجع، ولم ننظر الى المستقبل بأعين واعية، وقلوب متبصرة، المجتمع رخو، والأرض غنية، والإرادة مفقودة، والأخطار الخارجية تحيط بنا من كل حدب وصوب،في وقت يحدثك الغوغائيون عن نهضة و تقدم،بدون تحقيق إكتفاء ذاتي، أو صناعة جهاز، والبطون خاوية، والإستظلال بأسقف الحطب، والقصدير،وإستيراد كل شيء...

الذكرى 60 لعيد الإستقلال، المنجز، مخيب للآمال، ليس في سنوات ماقبل تعهداتي، بل في سنة تعهداتي نفسها، إذا ما إنطلقنا من حجم عائدات مناجم التعدين، و السمك، والضرائب، والديون، والمساعدات الدولية. 

18. نوفمبر 2020 - 15:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا