محاربة الفساد بالمفسدين / د.محمدعالي الهاشمي

لن أدخل في مناظرات تائهة الإتجاه/ فاقدة البوصلة، ولا في معادلات هندسية يسجل لها فيثاغورس إعجابه وهو في تربته.... فما يحصل اليوم من الفوضي داخل مؤسسات الدوله أصاب الناس  ليس بالدهشه فقط  بل بالحيره والخوف من

 المستقبل  التي صارت هرموناتها تفوق صميم التكوين الإلهي... نعم يشعر بها كل فقير ليس لديه سوي هذا الوطن فيه يتعلم وفيه يعمل وفيه يتعالج وليست لديه الإمكانيات لينضم إلي نادي التدوير والتوريث الوظيفي 

في قانون الغاب حيث أجناس الحيوانات كثيرة، تتنوع القدرات فيما بينها في الدفاع عن النفس، إلا أن القاسم المشترك الذي يجمعها هو عنصر القوة، وبذا يكون البقاء في عالم الحيوان للأقوى. أما نحن أبناء آدم، فقد ميزنا الله عن باقي المخلوقات واختصنا بالعديد من النعم أولها العقل ومايحمله من حنكة وأفق في التفكير والتدبير والتخطيط لخطواتنا وماتؤول اليه أعمالنا، وبهذا ما عاد البقاء في المجتمع البشري يقتصر على دور الأقوى فقط، لاسيما ونحن في عصر العلم والتكنولوجيا، فحلّت وجوبا أدوار الأصلح والأفلح والأفضل والأكمل والأتقى والأنقى والأفهم والأقدر والأجدر، مجتمعة جميعها في آن واحد وآنية واحدة من غير إسقاط أي دور منها، ليكتمل بناء المجتمع ويطّرد تقدمه ورقيه مع الزمن كمّا ومع باقي المجتمعات نوعا. شريطة ان يبقى دور القوة ملازما للأدوار كلها.

حين سئل برناردشو عن أسس السعادة قال: "أسس السعادة خمسة؛ المال.. المال.. المال.. المال.. المال".

ولو أردنا استعارة مقولته هذه، فبإمكاننا القول ان أسس النجاح في إدراة البلد وأسّس الحفاظ عليه عشرة؛ "القوة، القوة، القوة،القوه ،القوه،العدل،العدل،العدل،العد،ل،العدل".

أقول رأيي هذا ونحن في القرن الواحد والعشرين، في عصر ارتقت فيه وسائل العيش وتقنياته الى مايقرب من الخيال.

اليوم في موريتانيا  -كما يدعون- أرى ان جميع الأدوار التي أسلفت ذكرها موجودة بشكل كامن داخل كل فرد سوي من أفراده، وبامكانه بذرها على أرض الواقع، شريطة ان تكون تلك الأرض خصبة ومهيأة لاستقبالها. باستثناء اللذين ليسوا من الصلاح والفلاح بشيء لأنفسهم او لأخوانهم الموريتانيين  او للبلاد. 

ومن سوء حظ الموريتانيين ، لقد مكن الله دولتهم ووطنهم لمجموعه من الفاسدين المحظوظين اللذين لاتهمهم مصلحة الوطن والمواطن يتقاسمون المناصب والمقاعد ويرثها ابناءهم، وهم اصحاب الكلمه والموقف والقرار، وهم ألد أعداء موريتان قلبا وقالبا ومخبرا ومظهرا، حيث يتدرعون بحجج الوطنية والحرص على مصالح البلد، وفي الحقيقة هم يتأبطون له شرورا، فيما هم يرتدون زي الصديق والمحب، وهم كما قال ابو نؤاس:

إذا امتحن الدنيا لبيبب تكشفت   له عن عدو في ثياب صديق

وقطعا هم يتخذون من الحرباء ونهجها نقطة شروع، ينطلقون منها في تحديث أساليب العداء وأدواته وأنواعه، فيستحدثون من فنونه الجديد والغريب، وهنا ينحسر علاجهم فيقتصر على دور محاربة الفساد وبمن يحاربون الفساد؟، ولم يؤتي هذا الدواء اكله  كان هذاآخر دواء لديهم.

وسؤال المطروح الي من يشكو المواطن ؟والكل له نصيبه من الفساد بدءا بالحارس حتي الوزير 

 أقولها واكررها دائما الايوجد أمل! والتفاؤل حل مكانه التشاؤم والخوف  وفي الحقيقه إننا نحتاج ثورة حقيقية يقودها اناس وطنيون يؤمنون بالمبادئ والعقيده  الوطنيه لايغرّهم بريق الذهب ولا الوظائف والمناصب وهم موجودون فهناك الأحرار اللذين يحبون الوطن ولن يتخلوا عنه مقابل اي شيئ.

 وغير هذا فمن السهل جدا..... أن يتظاهر كل موربتاني بالبلادة والتغافل والتناسي وأن لايتابع اخبار بلاده! وأن لايهتم لكل صدمة يراها ويعيشها ويسمعها...لان الصدمات في موريتان لاتنتهي إبداعاتها... ففي حين تتوقف هوليوود لالتقاط الانفاس والتحضير لعمل فني كبير.... لايتوقف الحدث في موريتان عن الصياغات الفلمية كل يوم....

وقد يأتي يوم يثور الشعب ويقتلع كل شيء... ولكن الجيل الذي سيتصدى أيضا سيعميه بريق النقود وكراسي الوظائف.... وسينسون الشعار العظيم... ياليتنا كنا معكم ونفوز فوزا عظيما!!! لانهم ببساطة لم يكونوا معهم ابدا ولكن فازوا بالدنيا فوزا عظيما!

المفسدون مع إفسادهم يكرهون الناصحين، ويعيبون على غيرهم ما يعاب عليهم، وقد أصمهم الهوى والطغيان عن مجرد الالتفات للناصحين، فضلاً عن سماع المخلصين، وربما بلغ بهم الأمر أن لبّسوا الناصحين بالفساد والإفساد.

 وفي الاخير أوجه نداء الي جميع الموريتانيين  ان يتوجهو الي صندوق الشكاوي لدي الرئاسة وان يضعوا جميع شكاويهم وتذمرهم من الفساد ومحاربته بالمفسدين وتدويرهم واحتكارهم للوظائف والمناصب في الدوله

أنقذوا بلدكم و مجتمعكم من الفساد والمفسدين قبل أن تتربي عليه الأجيال ويصبح معضلة اجتماعيه احتقروهم ولا تجعلو منهم ابطال ومفكرين همشوهم ولا تجلسو معهم أذلوهم مثل ماأذلوكم 

 وعند تبليغ عن الرسائل سنعرف رد الرآسه علي الرسائل ولكل حادث حديث.

 

 

20. نوفمبر 2020 - 12:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا