مازلنا، نبصر....لا شيء، تغير،سوى تلطيف الأجواء، والمستفيد منه أكثر، النظام قبل المعارضة...
المهرجانات الكرنفالية، فرح آني، بقدوم الرئيس....وصياح، وشكاوى من تدني المعيشة، وضعف الرواتب، وارتفاع البطالة...وإنقطاع للمياه والكهرباء بين الفينة والأخرى....لاشيء تغير!
تدوير المفسدين، أسبوعا بعد آخر، فتحدث صدمة، وتزداد الخيبة أكثر، في نفوس النخبة، الكادحة...
بالإرادة الحقيقية، يمكن تغيير أوضاع بلد، منهك إقتضاديا، وإجتماعيا، في أقل من سنة، بما أن البلد، يملك كفاءات عالية، و حقول من المعدان، المتنوعة، وشواطئ غنية بالأسماك، والأراضي الصالحة للزراعة....
هذه العوامل المجتمعية، يمكن أن تحول موريتانيا، الى سنغفورة، أو ماليزيا، أو أمريكا إفريقيا!!
وحتى إذا أصبحت الأرض الموريتانية، من كل جهاتها، لؤلؤا، وذهبا، ونحاسا، وسهول فيضية، وواحات، وحديدا، فإن موريتانيا لن تكون سنغفورة في مائة سنة، ولا المغرب في 10سنوات، لأن العمل بفريق خدم مع رؤساء سابقون، وثقت المحاكم السيادية فساد بعضهم ، وبطشهم، وأكدت لجنة من السلطة التشريعية، فسادهم الذي تقشعر له الأبدان، العول على فريق، ك هذا في تحقيق الأهداف المنشودة، إكتفاء ذاتي من الحبوب والخضروات والفواكه، وبنية تحتية راقية، مخيب للآمال،أمنيات لن تتحقق، لأنها لم تستوف عوامل النجاح فيما تبقى من الخمسية الأولى .
نعم، ستتبدد الأحلام، أكثر، بتدوير المفسدين، ومادام المفسدون، يجلسون في المقاعد الأمامية في المناسبات الكبرى، وعليه، فقد بدأت العشرية المنصرمة بمحاربة الفساد، وانتهت به، ثم جاءت الخمسية، وواصلت نفس النهج، ماذا تحقق؟ تدوير المفسدين، والمطالبة بإستعادة الأموال المنهوبة، في حين تعاد الثقة فيمن أهلك الحرث والنسل، بالأمس، أية فلسفة اصلاحية هذه، وأية وعود، والذين غر بهم ممن ناضلوا بالأمس، من أجل مصلحة الشعب، وسجنوا، وغربوا، وفقروا، صم، بكم، عمي،أعانهم الله على قول الحق، أنى كان النظام، قاسياً،أو متشددا، منفتحاً،أو منكمشاً على ذاته،والمضحك، دعم شركات وهمية، لم تر بالعين المجردة، لمسيرة الإصلاح، ك شركة السكر، التي لم تنتج إغراما واحدا منه، والأدهى والأمر، أيضا، رفع التعرفة الجمركية على الشاي والسكر في ميزانية 2020/ 2021،في ديباجة برنامج" تعهداتي "، ألم يوعد المواطن في المدن والأرياف وسكان الضواحي و سكان آدوابة، وما أدريك ما، آدوابة، بتخفيض الأسعار؟
الأخطار الخارجية، يامن دأبوا على اتلحليح، من أجل مكاسب شخصية، وليسقط الوطن في الهاوية، لا تقل عن الأخطار الداخلية، السياسات التشخصية للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي قيم بها من وحتى الستينية هذه، لم تؤت أكلها، بعد، والمستهدفون بالإصلاح أكثر أعطوا أكثر من رسالة في 2014و2019 ، هذا بصرف النظر عن تصاعد الخطاب الشعبوي،الشرائحي، من ضمن معادن من الأمراض الإجتماعية، أسبابها معروفة، غبن، تهميش، إقصاء، محسوبية، جهوية، هيمنة، أمراض لكل مكون حظه منها، لكن المتضرر الأكبر من ظلمهم التاريخ، وهمشتهم الأنظمة ،لا أتكلم عن اللون، بقدرما أتكلم عن البنيوية في الهرم الإجتماعي التي عفا عليها الزمن في عالم الثورة الرقمية، وحياة مابعد الحداثة .
تطل علينا ستينية الإستقلال، ولم نؤمن احتياجاتنا من المواد الغذائية، ونملك من الأراضي الصالحة للزراعة، مالم تملكه المغرب والجزائر.
تطل علينا ستينية الإستقلال، ولم نصنع أجهزة تبريد، ولا هواتف، ولا راديو، ولا تلفزيون.
تطل علينا ستينية الإستقلال، ولم نصنع سيارة، ولا مدفعاً،ولا دبابة.
تطل علينا ستينية الإستقلال، ومازالت مناطق واسعة من الوطن بلا كهرباء، وبلا ماء.
تطل علينا ستينية الإستقلال، ومدننا الكبرى، والصغرى، بلا صرف صحي، وبلا ميترو أنفاق.
لاشيء تغير، و الأخطار داخلية، بتعدد الإختلالات الإجتماعية العميقة، أكثر من الأخطار الخارجية على حدودنا الشمالية، فقضية الصحراء، من البؤر القابلة للإنفجار في أية لحظة، وفي الشرق على حدود مالي، الحريمة المنظمة، والصراعات الإثنية، والحركات الجهادية، المطلوب، تقوية الجبهة الداخلية بالعدالة والتنمية المحلية، والإستغناء عن الآخر، ثم تقوية الجبهة الخارجية، بإقتناء أحدث الأسلحة والطائرات العسكرية الأحدث، فدول الجوار تملك الصواريخ الباليستية وطائرات F16و ميغ، و ميراج، وسوخوي، فأين نحن من هذا؟
بإمكاننا أن نكون الأقوى، طالما أننا نملك، الذهب والحديد والنحاس والسمك والأراضي الصالحة للزراعة، وموقعنا استراتيجي، غير أن غياب الإرادة قتل كل الطموحات....