رفع علماء جهابذة كثر شعار المحظرة النموذجية ولاقوا قبولا ودعما سخيا من الدولة وفاعلي الخير المحليين والإسلاميين،لكن عطاء تلك المحاظر النموذجية كان دون المنتظر ولم يشاهد لها أثر يذكر في تطوير مناهج المحاظر أو عطاء شيوخها أو معلومات طلابها،فهل كانت تهدف فقط للحصول على السمعة والتمويل؟
غير أن نموذج الشيخ العلامة محمد الحسن الددو كان مختلفا عن سابقيه،حيث بنى صروحا معرفية سامقة،متميزة في شكلها ومضمونها،شكلت معينا نهل منه طلاب المحاظر والمدارس والجامعات بمختلف أطيافهم ومشاربهم.
يتمثل النموذج الددوي في معهد لتكوين العلماء وجامعة لتدريس مختلف العلوم والمعارف واللغات...
شهدت تجربة الشيخ الددو تطورا ملحوظا وأَمَّها الطلاب من كل حدب وصوب،واصطفى للتدريس جهابذة العلماء والأساتذة والدكاترة..
وقد قدمت هذه المراكز والكليات والمعاهد تعليما متميزا فتألق طلابها وفاقوا نظراءهم سمتا وأدبا ونبوغا وإبداعا وحفظا وخبرة...
وقد أحرجت مؤسسات الشيخ نظام الرئيس السابق الذي بالغ في ازدراء العلم والعلماء وفشل في إنقاذ منظومة البلد التربوية التي تهاوت بناها التحتية وهزلت مناهجها التربوية وهجرها كل لبيب،إلا من لم يجد منها بدا أو مهربا.فما كان من هذا النظام المستبد إلا أن أغلق -متعللا بحجج واهية- ينابع العلم التي شيدها الشيخ الددو.
واليوم حصحص الحق بعد ما تصدر طلاب مركز تكوين العلماء أترابهم،واتضح للجميع أن تجربة الشيخ كانت رائدة وأنها تستحق الدعم والإشادة والمؤازة،وأن إغلاقها جريمة لا تغتفر،ويجب على النظام الحالي أن يتوب منها ويؤوب إلى رشده،وكل ابن آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون.