جرت الإنتخابات الرئاسية في النصف الثاني من العام الماضي ٢٠١٩، وصوتنا في الحوض الشرقي بأعلى نسبة تصويت في جميع ولايات الوطن، وقد بلغت هذه النسبة ٨٣ في المائة، كان هذا التصويت يعبر عن أمل في التغيير نحو الأفضل ونتيجة للوعود التي قطعها المرشح حينها على نفسه ولما لمسناه من رغبة في الإصلاح لدى الرئيس الجديد.
فهل تحقق أملنا؟؟
إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لساكنة الولاية تعاني من اختلالات كبيرة، تستوجب وضع خطط تنموية تركز على الإنسان وتجعل منه هدفها الأول والأسما
فالأوضاع المعيشية التي تعيشها الولاية لم تشهد تغيرا يذكر أو دعما يفي بحاجة سكان الولاية المترامية الأطراف والذي لن تتغير إلا بالدعم المباشر للسلع والخدمات وهو أمر لم يحدث بعد، فأسعار المواد الغذائية في ازدياد مضطرد ولا أمل يلوح في الأفق بتخفيضها أو تخفيض أسعار المحروقات التي تهاوت أسعارها في الأسواق العالمية
أما الثروة الحيوانية فلم تعد أولوية عند حكام اليوم، رغم ما تحتويه الولاية من ثروة حيوانية يمكن الإستفادة منها بإقامة مصانع للعلف وأخرى للألبان واللحوم وحتى الجلود، فلو يتم دعمها ولا الإستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال والتي إن حدثت لكان لها أثر كبير ولحدثت ثورة صناعية في المشتقات الحيوانية، لكن أسلوب الرعي البدوي مازال يطغى على ممارسة المنمين الذين لم يستفيدوا بعد من التجارب الرعوية في البلدان الشقيقة
إن البنية التحتية الطرقية لم تشهد تغيرا يذكر منذ أربعة عقود، فالولاية تمتد على مساحة شاسعة ومقاطعات مترامية وللتخفيف من آثار تنقل السلع والبضائع والأشخاص يتوجب شق طرق تربط المقاطعات الستة بعاصمة الولاية
أما قطاع الصحة فقد ظل يعاني إلا أنه في السنوات الأخيرة شهد اهتماما من طرف السلطات العمومية مما كان له أثر كبير في افتتاح مراكز استطباب جديدة لكن نقص الكادر البشري والتجهيزات الطبية يظلان عائقا في وجه النهوض بهذا القطاع الحيوي.
الماء:
طيلة ما يقارب ستة عقود من الإستقلال ظلت ولاية الحوض الشرقي تكابد العطش وصعوبة المياه حتى قبل ثلاث سنوات وظهور مشروع مياه أظهر الذي يفترض أن يوفر المياة لعدة ولايات إلا أنه يواجه الكثير من المصاعب التي مازالت تحول حتى اليوم دون توفره بالقدر الكافي
الكهرباء:
منذ أكثر من شهر تعاني عاصمة الولاية من ظلام دامس أثر على الكثير من الخدمات وليست بقية المقاطعات بأحسن حال منها فشركة الكهرباء هناك يمكن وصفها بالمفلسة ...
الإنتخابات القادمة ستكون حاسمة وسنحتاج فعلا لتقييم تصويتنا فالوعي أصبح منتشرا ولله الحمد ولم يعد يخفى على أحد مدى جدية الوعود الإنتخابية وقابليها للتطبيق وكما قيل " لا يلدغ الحر في جحره مرتين "
وكأنه قدر الولاية أن تظل في دوامة لا متناهية من الوعود الزائفة... فهل يستفيق السكان المهمشون؟
كانت تلكم هي فاتورة التصويت بأعلى نسبة في الحوض الشرقي... فهل وصلت الرسالة؟؟