تحتفل المؤسسة العسكرية في بلادنا بذكرى عيد القوات المسلحة الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر من كل سنة.
وبالنسبة لي لا يمكن لهذه الذكرى أن تمر دون أن أوجه تحية عسكرية لأبناء الجيش الوطني الموريتاني، أقول لهم أنتم المرابطون على الثغور، ورجال الوطن المخلصون، كنتم تثابرون سعيا نحو تحقيق أمن المواطن، وحفظ الحوزة الترابية للبلد، والسهر على أمن الصغير والكبير والضعيف قبل القوي، ولا زلتم على العهد باقون عدة في أوقات الشدة والأزمات؛ تمسحون دموع اليتامى والثكالى، وتبعثون الأمل في نفوس المحتاجين والمساكين، تتحملون العبئ عن كل أفراد المجتمع، وتوقدون الشموع في عتمة ليل الفقر والحاجة؛ ليل أضاء ظلمته لمسة حانية من جندي لبس لبوس الشهامة، وأبرز الصورة الناصعة للمؤسسة العسكرية الوطنية، فهنيئا لكم هذا الشرف، وطبتم وطاب مسعاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
ولا يمكن أن أنسى في ذكرى عيد القوات المسلحة الوطنية، الترحم على أبناء الجيش الوطني البررة الذين رحلوا عن دنيانا الفانية وتركوا بصمات واضحة في بناء صرح الوطن، وإن كان البعض نسي أو تناسى فلا يمكن للتاريخ أن يتعرض لضعف الذاكرة.
رحم الله الوالد العقيد أحمد ولد منيه قائد القوات المسلحة الوطنية الأسبق، اللهم ارفع درجته في الجنة، ويستحضر في مقام الرثاء قول العلامة البحر الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة:
أحمد يا أحمد من يفقد
زادك تقوى الله لا ينفد
أنيسك القرآن لا تخشى
من وحشة إذ ضمك الملحد
عشت كريما طيبا محمدا
وطاب من أخوالك المحتد
روح من الله ورعي لمن
خلفتهم والجنة الموعد
رحم الله من مات منهم، وبارك في من بقي…
أمة الله الفقيرة إلى رحمته
د. رقية أحمد منيه.