الملفت للنظر والذي يثير الاستغراب هوهذا الاقبال الشديد على التدين الظاهري الشكلي في الوقت نفسه نشاهد هناك اقبال شديد وبنفس القوة على الفساد بكل انواعه وبشكل عميق وجوهري واي نظرة موضوعية يتضح لك انه اقبال على الفساد ولكنه مغلف بالتدين
وهذه ظاهرة انتشرت في الآونة الاخيره كلما ازداد الاقبال على الدين كلما ازداد الاقبال على الفساد المفروض والمعروف ان الحالة تكون معكوسة وهي كلما ازداد الاقبال على التدين كلما قل الفساد بكل انواعه بل ازيل وتلاشى
وينقسم التدين الي قسمين تدين فطري شعبي عفوي وتدين شكلي مظهري وشعبوي
-التديّن الشعبي تديّنٌ عفويّ برئ، يتوارثه الناسُ جيلًا بعد جيل منذ عصر الرسالة. وهذا التديّنُ متصالحٌ مع طرائقِ عيشهم وطبيعةِ حياتهم، ولا يجدون تناشزًا فيه مع فنونِهم الشعبية وفلكلورِهم، ولا يشكّل عبئًا على علاقاتهم بمحيطهم، ولا يفرض عليهم سلوكًا متشدّدًا في علاقاتهم الاجتماعية بالمُختلِف في الدين أو أو الهوية أو الثقافة. لا تحضر في التديّن الشعبي التدقيقاتُ الفقهيةُ التفصيلية، وفتاوى الاحتياط بالجمع بين الحكم الترخيصي والأصلي، مثل الجمع بين القصر والتمام والصوم والقضاء في السفر.... إنه تديّنٌ لا يعرف التشدّدَ والمبالغةَ في الاحتياط، يؤدي المتديّنُ فيه الصلاةَ والصومَ والفرائضَ المتفاعلةَ مع الثقافة المحلية. حدودُ التسامحِ، في هذا النمطِ من التديّن، ليست ضيقةً في التعامل مع المُختلِف في الدين والمعتقد وهذا النوع من التدين هو تدين اهل (الخيام)اللذي تربينا وترعرعنا عليه عند آبائنا وامهاتنا وعند المجتمع الموريتاني بصفه عامه ودرسناه وتعلمناه في المحاظر .
-اما التديّنِ الشكلي فهو ذلك النمطَ السطحي المجوّف من التديّن، المفرّغَ من نبضِ الحياة الروحية، ووهجِ الضمير الأخلاقي، الذي يضع معاييرَ ظاهريةً شكليةً تُقاس درجةُ التديّن بمدى الالتزام بها، بغضّ النظرِ عن بناءِ الكيان الداخلي للمتديّن. وكثيرًا ما ينتهي التديّنُ الشكليّ إلى تديّنٍ زائفٍ يمحق روحَ الدين، بعد أن تنطفيءَ فيه جذوةُ الإيمان، وتتهشم القيم، وتتحوّل المفاهيمُ المولّدةُ للطاقة الروحية إلى مفاهيم محنطه ، لذلك كان سببًا أساسيًا لنفور الناس من الدين.
ويتداخل هذا التديّنُ مع بعض الأنماط الأخرى، ويظهر التديّنُ الشكلي أيضًا بوضوحٍ في بعض حالات التديّن السياسي. وقد انتهى النموذجُ الذي صنعه التديّنُ الشكلي الى المبالغةِ في التشديد على السلوك الظاهري للمتديّن، وأسرف كثيرًا بالاهتمام بالشعائر ووالمحاضرات والندوات والاحتفالات الجماعية، وانشغلَ بشكلِ اللباس، ولغةِ الجسد، وتعبيراتِ الوجه، ونوعِ الحركة والمشي، ونبرةِ الصوت، ما دعا أكثرَ المتديّنين بهذا النمط من التديّن لصناعة جدارٍ سميك بين شخصيته الحقيقية المحتجبة في داخله، وبين ما يُظهره للخارج من سلوك، وأفضى ذلك إلى انشطار الشخصية إلى كيانين: خارجي لا يشبه الداخلي، وداخلي لا يشبه الخارجي. وربما حاول بعضُهم أن يظهر بملامح غامضة، بغيةَ إخفاءِ شخصيته الداخلية وحجبِها عن الأنظار. وربما أسرف بعضٌ آخر في التمثيل بغيةَ إخفاء أكثر ملامح شخصيته، حتى صار ذلك الشخصُ لفرط التمثيل بلا ملامح.
تعرّفتُ في حياتي على شباب وأصدقاء أصبحوا متدينين بهذا النمط من التديّن، وعندما تديّنوا افتقدوا بالتدريج لكثيرٍ من وضوحِهم وبساطتِهم وعفويتِهم وتلقائيتِهم ومباشرتِهم في التعبير عن أنفسهم، بعد أن فرضتْ عليهم بيئةُ التديّن الشكلي محاكاتَها بكلّ ما يتفشى فيها من تمثيلٍ زائف.
وصار همُّ المتديّن المزمنُ إيصالَ رسالةٍ للجماعة التي ينتمي إليها تعلن تديّنَه المفتعَل وتقواه الصورية. لذلك تراه حتى لو مارس عبادةً في السرّ كنافلة الليل مثلًا، يحرص على إفشائها وترويجها في العلن. ولو تطوّع بعمل خيري، يسلك الطرقَ المختلفةَ للإعلانِ عن عمله، وإن كان ذلك الإعلانُ مذمومًا في بعض الموارد في الشريعة، لأن كلَّ ما ينشده المتديّنُ الشكلي من فعلِ الخير هو إبلاغُ الآخرين كي يشهدوا على أنه متديّن. ويرمي المتديّنُ من الإعلانِ لجماعته عن أنه متديّنٌ الى الفوزِ باعترافِ الجماعة وثقتِها. وهو رأسُ المال الرمزي المهم الذي يحرص على امتلاكه، كي يوظفه في تعزيزِ نفوذه الاجتماعي، وتسويقِ شخصيته للاستحواذ على مواقعَ ومكاسبَ يسعي إليها.
تقترن التربيةُ في التديّن الشكلي بالخوف؛ لذلك يشدّد هذا التديّن على قيمة العنف في الحياة الدنيا،كما يستحضر على الدوام صورَ العذاب الأخروي، والمشاهدَ التي تثير الهلعَ في الحياة الآخرة. ويسود اعتقادٌ لدى أكثر المتدينين بهذا النوع من التديّن أن الأخلاقَ لا تولد إلّا من الخوف، ولا يمكن بناءُ الفرد والمجتمع الصالح من دون خوف، وكأنهم لا يعلمون ان تأمينَ حقوق الإنسان والتسامح ونشر رسالة السلام والحريات ومحاربة الفساد والسرقه والتلصص وتدوير الوظيفه هو الضمانة الحقيقة لحماية الفرد والمجتمع من الأمراض الأخلاقية والنفسية.
وبناءُ الأخلاق على الخوف لا يؤسّس أخلاقًا أصيلة، ولا يبني مجتمعًا أخلاقيًا، وكثيرًا ما ينتهي إلى ازدواجيةٍ ونفاقٍ سلوكي.
ويتغذّى التديّنُ الشكلي في مجتمعاتنا من العائلة والمدرسة والاصدقاء وبعض الأحزاب السياسية والطمع المادي ، كلُّ هذه المؤسّسات تتولى تدجينَ الطبيعة البشرية، وتعمل على تنميطها، فتبثّ الرعبَ ببراعةٍ في القلوب، وتسقي العقولَ والمخيلة أوهامًا خادعة،
ويتغذّى أيضًا من الازدواجية ويغذّيها، إذ يعملُ هذا التديّنُ على تغذيةِ وترسيخِ الجذورِ العميقة لانشطار الشخص إلى كيانين، كيانٍ باطني يعبّر عنه كما هو في ذاته، وكيانٍ ظاهري يحاكي ما يحقّق له حضورًا ومكانةً مجتمعية، وهذا الكيان لا يعبّر عنه إلا بالشكل الذي يريده الناس، لذلك يفرض عليه ارتداءَ أقنعةٍ تختبئ خلفَها شخصيتُه الباطنية.
يرادفُ التديّنَ الشكلي أحيانًا ازدواجيةٌ ونفاقٌ سلوكي، وادعاءاتٌ ومزاعم، وحيلٌ فقهية، وتوريةٌ، وإظهارُ الحياءِ والعفّة والتواضع المصطَنع، وكثرةُ الكلام في الدين والفقه، والجدلُ العقيم والثرثرةُ في قضايا دينية هامشية، والإلحاحُ في السؤال، وطلبُ فتوى الفقيه لكلِّ شيء يقوله أو يفعله المتديّن، وربما تتورم حالتُه فينتهي إلى مرضٍ نفسي واضطرابٍ ذهني وسلوكي.
المتديّنُ الذي ينخرطُ في هذا النمط من التديّن يهمّه التسويغُ الفقهي لفعلِه وقولِه، مهما كان أثرُه السلبي على حياتِه الروحية والأخلاقية، ومصيرِه الأخروي، وإن كان سلوكُهُ مضرًّا بمصالحِ الناس ومعاشِهم، فهو يحرص جدًّا على أن يعثرَ على رتبة فقيه، وما أكثر من يدّعي الفقاهةَ اليوم في بلادنا.
وأحيانًا يتحولُ التديّنُ الشكلي إلى غطاءٍ لبعض الأمراض النفسية التي تتخذ من هذا النوع من التديّن قناعًا لها. ويمكن تشخيصُ سلوكيات مصابين بأمراض نفسية يتخذون من التديّن العنيف والمتشدّد والمتنطّع والمُغالي أقنعةً يتلفعون بها، وتظهر تعبيراتُ هذه الأمراض النفسية بأشكال متنوّعة، فنقرؤها أحيانًا في اللغةِ وأساليبِ التعبير، ونسمعها في الصوتِ الذي قد يتمثّل في نغمة تخدش السمع، أو نراها على شكلِ تعبيراتٍ في الوجه تثير القرف، أو حركاتٍ منفّرة في لغة الجسد، أو أنماطٍ عنيفةٍ في التعامل مع الآخر. فقد يكون الشخصُ مصابًا بوسواس قهري
وتنحرف الطقوسُ في التديّن الشكلي عن مقاصدها الروحية والأخلاقية. حتى الصلاة قد تتحول أحياناً إلى غاية بذاتها، والصوم والحج والزكاة .....وربما تصيرُ الطقوسُ وثنًا. الصلاة مثلاً يصاب به بعضُ المتدينين، وتظهر أعراضُه على شكل اضطرابٍ وضوضاءٍ وهوسٍ وقتَ الصلاة كأن يزعج الجميع ويريد أن يلفت انتباه الجميع ويقوم ببعض الصراخ ويكرر كلمات ليقول للناس انا أصلي
من هذا يمكننا القول اننا امام ظاهرة جديدة لم نألفها من قبل فكنا نقول هذا متدين وهذا فاسد لكل واحد طريقه ولونه اما الان فالفاسد صبغ نفسه بلون المتدين وتظاهر بانه يسير في طريق الدين وهكذا ضاع المتدين وضاع الدين
يا ترى لماذا الامور تجري خلاف ذلك؟
في موريتانيا نشأت حالة جديدة غير مالوفة وهي الاقبال الشديد والواسع على التدين على اقامة الشعائر والطقوس الدينية على بناء المساجد والهيئات الخيريه والحضور المكثف للمساجد والمحاضرات الدينية.
لا شك ان هذا يفرح النفوس ويسر القلوب اذا كان الامر لوجه الله، لكن الامر يظهر ليس لوجه الله وانما لوجه الشيطان
فاذا كان لوجه الله فانه يدفع صاحبه الى الصدق والعفة وحب الاخرين والتضحية والاخلاص في العمل وعدم التسيب والغش والتزوير واستغلال النفوذ والوساطات الغير مشروعة ومساعدة الغير فالمتدين بدين الله مثل الامام عمر اللذي بكي من امرأه تغلي الماء لينام الأطفال من شدة الفقر وعلي الذي يمنح طعامه الذي لا يملك غيره للسائل والمحروم ولو كان هذا التدين لوجه الله لعشنا في جنة ونعيم
لكن هؤلاء جعلوا من الدين تجارة رابحة ليضلوا الناس ويسرقون عرقهم وتعبهم ويجعلون منهم مطية لتحقيق رغباتهم الفاسدة ومصالحهم الغير شرعية ويشغلوهم في امور تافهة لا قيمة لهم في حين يبعدونهم عن الامور المهمة الذي يثير الغرابة ان هؤلاء الذين يتظاهرون بالتدين الشكلي في بلادنا لا يفهمون ولا يعرفون اي شي عن الدين بل انهم من اهل السوابق واصحاب الفساد والموبقات مثل السرقة الدعارة والقتل الاحتيال والنصب على الاخرين والمزورين والانتهازين الذين ينهقون مع كل ناهق
و لماذا لم نسمع منهم اي كلمة او مقال او تنديد يتعلق بالرشوه والسرقه والتدوير والتوريث الوظيفي والفساد الاداري والمالي خصوصا ان الكل يتكلم عن الفساد والمفسدين ام ان هذا الفساد من اصول الاسلام والمفسدين مجاهدين
احد رجال الدين في بلدنا يقول محاضره تفرجت مقطعا منها هناك صحوه واقبال للشباب على التدين سيؤدي الى انخفاض الجريمة والحد من الفساد والرشوة
لكن يا شيخنا المية تكذب الغطاس فهذا الاقبال على التدين زاد في الجريمة وزاد في الفساد والسرقه والرشوة حتى اصبح إدارات الدولة كلها تتعامل بالرشوة والمحسوبيه والمواطن لا يحصل على حقه الا بالرشوة والواسطه يبدو أن شيخنا لم يلاحظ أن الاخوات في النهار امهات المؤمنين وفي الليل بائعات هوي وقوادات
لا ادري هل شيخنا الفهيم الفاهم يعيش في موريتانيا ام خارج موريتانيا اعتقد انه من الذين انعم عليهم الشيطان فاصبح كل شي يطلبه جاهز وتحت الطلب
لا شك ان العودة الى التدين بشكل ظاهري وطقوس دينية شكلية لا تدخل في اعماق الانسان وتحرك روحه وعقله عملية تسيء للدين بل تؤدي الى ازالته والقضاء عليه
هاهم المسلمون بعضهم يكفر بعض وبعضهم يذبح بعض لماذا؟ من اجل من ؟ماذا يريدو؟ن لا يريدون اي شئ سوى الموت؟
اذهبوا وحدكم الى الموت نعم لذبح الاخرين نعم لتدمير الحياة هذا هو شعارهم لا مستقبل للانسان الا القبر
لا ادري كيف يدعي هذا انه متدين ويذبح المسلمين في العراق وأفغانستان وسوريا ومصر وليبيا بالجملة ويفجر المساجد ويقتل كل من يصلي بها ويحرق كل نسخ المصاحف ويصرخ الله اكبر يسرق اموال الناس وبغتصب النساء ويصرخ الله اكبر ربما هناك من يقول هناك متدينون غير هؤلاء اقول نعم لكن اين هؤلاء انهم لا يمثلون شي فصوت الدين وصورته اولئك الإرهابيون الاخوانيون الداعشيون الوهابيون التكفيريون السلفيون وإعلامه قد اغتصبها هاؤلاء وحولوا الدين الى وباء مدمر للحياة والانسان لهذا بدأ المجتمع الدولي بدأت البشرية التي تعشق الحياة وتعمل من اجلها تتنبه لخطر التدين ومن حقها ان تدافع عن الحياة والانسان وتتصدى بقوة لهذا الوباء الذي اسمه التدين
الحياة مهددة بالفساد والارهاب والمتدين فاسد وسارق وارهابي المعروف جيدا ان الفساد يولد الارهاب
فالذي يسرق ويزني ويتعاطي الخمر والمخدرات والهلوسه يتحول متدين شكلي وارهابي مرتزق
لهذا على الذين يشعرون بالغيرة على الاسلام ان يكفروا بهاؤلاء فهم مصدر كل الرذائل والموبقات وكل انواع الفساد في الارض
صحيح اصبح القضاء على الفساد والتدين الشكلي المظهري امر صعب بل مستحيل لكننا نريد ان نفصل المتدين عن الفاسد نبعد الدين عن الفساد
لنحمي على الاقل ديننا وننقذه من هذه الكارثة
