في ظل التحولات العالمية – المحلية، هل يمكن الحديث عن منظمات صورية تناضل بالمصطلحات وبالبرامج الفضفاضة؟ دون ايجاد الصيغ الملائمة لاشراك كافة المضطهدين في نضالها ؟هل يمكننا الحدث عن منظمة حقوقية تلعب دور الحياد العرقي واللوني في موريتانيا ؟ بمعنى في موريتانيا هل هناك شيء اسمه منظمه حقوقيه شامله غير محسوب او منحازه للون او مجموعه وحتي جهه معينه؟ لا شك ان التناقضات الفكرية والايديولوجيه والتنظيمية التي نعيشها أثرت بشكل كبير علي المجتمع المدني ومزقته وفرغته من طابع الانسانيه ليتحول الي صراعات عرقيه ولونيه وجهويه جعلت من
النضال الحقوقي وظيفه تملقيه نفعيه انتهازيه وعنصريه مقيته وتأجيج لكراهيه وتكوين قاعده شعبيه للمتاجره بها محليا ودوليا مما جعل المثقفين يخافون منه علي عرضهم وسمعتهم واصبح هذا الميدان الشريف سوق يباع فيه ويشتري علي ايدي امبراطوريات حقوقيه نفعيه رغم وجود منظمات يهوديه في العالم معروفه ترحب وتدعم هذا النوع من النضال لتمزق النسيج الاجتماعي خصوصا في بلد عربي يعارض السياسه الصهيونيه انطلاقا من الايديولوجيه الاسلاميه العربيه المناهضة للسياسات اليهوديه الصهيونيه ........
النضال من الوظائف الشخصية التلقائية الغير مشروط بشرط الغير مقيدة بقيد بل هو الحرية المطلقة في الذود عن الحق ومجابهة الباطل لا يحتاج الى مناسبة، فهو سلوك حقوقي دائم لا مناسباتي متواصل و متصل زمنيا ومتطور بتطور الزمان والأحداث لا يتأثر بالمواقع والمناصب ولا ينتقص بالتسلق والترقي في درجاتها، فالنضال هو ذلك المطلق المستقل شعاره التقويم والأستقامة.
لكن ما لفت إنتباهي في السنوات الأخيرة طفا على سطح الساحة النضالية الوطنية … كائنات تخالف تماما مفهوم النضال الحقيقي ،فمن خلال ملاحظتي للواقع الحقوقي لاحظت أن النضال كممارسة يومية قد حاد عن النهج الصحيح وفقد جادة الصواب بفعل إمتطاء صهوته فرسان لا يفقهون شيئ في مضمار حلبة النضال، فكثيرا ممن يتلبسون لباس النضال وحقوق الانسان والتضحية وغيرها من مصطلحات الرنانة التي تعج بها الساحة السياسية والنقابية وحتى الجمعوية وهي منهم بريئة ،لا ينبع النضال لديهم من قناعة فكرية صريحة ومبادئ حقيقية ترمي إلى إصلاح الوضع وتغييره وإسقاط الظلم و رموزه .
بل بعض أشباه المناضلين يتبنون أساليب ملتوية ومواقف غير واضحة وحتى شاذة أحيانا باطنها ليس ظاهرها.
فالنضال تضحية من أجل عدالة قضية وشرعيتها ووضوحها ولا تتأثر بإنتماء لهذا أولذالك،
وإلا تحول إلى مناصرة بعيدا عن المفهوم الصريح للنصال ،والمناصرة هنا هدفها مؤازرة الأفراد لا المبادئ وهذا تقويض وهدم للمفهوم النبيل للنضال، فالمبدأ يجب أن يبقى ثابت مطلق لا متغير بتغير الأفراد والأحداث ،فالحق حق أينما وقع ،و الباطل باطل بمفهومه العام ،فهو كالداء الذي يفتك بالجسم بغض النظر عن صاحب الجسد
في موريتانيا أصبح المناضلون يتهافتون على نشر أكبر قدر ممكن من الصور الشخصية والفيديوهات و الحضور المناسباتي ، بل يقاسموننا جزء من حياتهم اليومية والشخصية علي مواقع التواصل حيث تراهم ينشرون صورهم وهم في إجتماعات و في حفلات و تظاهرات،و مع شخصيات سياسية وفي البوادي وفي منازلهم ، يتوهمون بأنّهم ذوو حظوة ومكانة متناسين أن النضال إنكباب على صنع المجد بالعمل لا بالصورة و المخالطة و التباهي…
ومن الصفات الجديدة التي أصبح يتصف بها هؤلاء اليوم ،أنّهم صاروا يراكمون العضوية في أكثر من مؤسسة، فمنهم من هو عضو في حزب السياسي وعضو في جمعية خيرية وأخرى ثقافية، ومسؤول في لجنة حكومية و أخرى مهنية… إلخ، معتقدين أن إمتلاك العضوية في أكثر من كيان دليل على قيمتهم ومكانتهم، ولو نظرت إلى سجلّهم النشاطي وما يقومون به لوجدتهم يقتصرون على الحضور فقط، طبعًا هذا من أجل إمتلاك فرص البقاء دومًا في القيادة والحفاظ على أكبر نسبة من الإمتيازات والريع الحقوقي
وما استعمالهم لهذا الوجه و الورقة الحقوقية أو الحزبية وغيرها الا لقطف منافع ذاتية أو حصرية تخدم ثله من الهيئة او المنظمه التي ينتمون لها ، متجاهلين ما يعرف بالتخصّص النضاالي.فالنضال في منظورهم مجرد بطاقة عبور تفتح أبوابا كانت صعبة الولوج.
إنّ بمثل هذه الحركات والأعمال يعتقد هؤلاء بأنّهم يمكن أن يصيروا «مناضلين كاملين» يُهاب جانبهم ويحترم شخصهم. وأنّهم صاروا الأشخاص المرموقين في مجتمعهم ، ولا يهمّهم بعد ذلك إن كانوا مخلصين أو منافقين سياسيين، ولا يهمّهم إن كانوا إنتهازيين أو أصحاب فكرة ومبدأ، وهم بذلك بعيدين كل البعد عن قيم ومواصفات المناضل الحقيقي،
فشتان بين من يناضل حبا في الوطن والذود على المقهورين، وبين من يترصد المناصب والغنائم … لا يستطيع هؤلاء تقبل اللوم و العتاب والنقد البناء ، ولا يقوون على المواجهة الموضوعية و الرد عليها بالحجة والدليل الساطع ،فأسلوبهم الوحيد في الحجاج (أشباه المناضلين)التخوين والتسفيه وحتى السب والقدف والعنف والتنطع والعربدة ،والتفرقه وتزييف التاريخ وتلغيم الحاضر والتشكيك في المستقبل لغياب إمتلاكهم الحكمة والثقافه والتروي،ومدركات الأمور، فهم مجرد عقليات لا واعية وعاء لاحتواء افكار دون العلم بمعانيها ومقاصدها عقول تحمل اثقال وعليها اقفال لا تستوعب الإعتراض ولا تفهم فيه .
والبلاء الأكبر الذي أبتليت به هذه الفئة أنها قزمت حجم النضال بحصره في مجال ضيق كما سبقت الإشارة لذلك، فهي لا تساند كل مظلوم أو مضطهد بل تعمل علي تأجيج خطاب الكراهيه ونشر المواد الملغمه بين الشعب الواحد وتدمير الوحده الوطنيه ومقدسات الوطن علي مرأي ومسمع من السلطه التنفيذية ولا تبالي بكل مقهور نطق صدقا وحقا خارج منظموتها وإطارها حتى لو إقتنعت بصدقية مبادئه.
فالنضال حصري يشمل فقط من يدور في فلكها جاعلة منه نضال عرقي قاعدته الإنتماء وصفاء الدماء الأيديولوجي والعقائدي نضال يتسم بالميز و الإنتقائية يضرب في العمق كل ثوابت الوحده الوطنيه وللحمه الاجتماعيه ومبادئ النضال كما هو متعارف عليه بمفهومه الكوني.
النضال الحقوقي في موريتانيا وللاسف في يد مجموعه من النصابين المحتالين يستغلون براءة المجتمع وعفويته لمصالحهم الشخصيه والحصول علي صفقات ماليه رخيصه في الداخل والخارج والدوله تساعدهم وتشجعهم بدل سجنهم وتعذيبهم علي التلاعب بالمواطن وافكاره وممتلكاته واستعطافه بخطابات شرائحيه وعرقيه وان تحصنه ضد هذه العصابات المدمره
النضال في بلدنا ألا "جوقه" كل من هب ودب يعتبر نفسه مناضلا وهذه العصابات المافيويه التي تتغذى علي دماء المواطن وتعتمد علي خطابات خشبيه تشحن بها المواطن البسيط بحجة حقوق الانسان وفوانينها
وأي قانون يرخص لهذا النوع من الأعمال؟ القانون الموريتاني ام القانون الدولي كل القوانين تجرم أفعال هذه العصابات المحتاله أليست الوحده الوطنيه من المقدسات الوطنيه المحظوره ؟والمساس والتلاعب بها يعتبر جريمه يعدم صاحبها في بعض الدول كالجزائر والسعوديه وبعض الدول الافريقيه والآسيوية أليست ملفات هذه العصابات وماضيها من سرقه ونصب واحتيال وتزوير يكفي وحده الإدانتها؟بعض النظر عن تاريخهم الفاسد ماذا قدمو للمواطن من انجازات تذكر سوي خطابات الديماغوجيه واغتصاب ذهنه وتوجيهه لمصالحهم الشخصيه؟ النضال الحقوقي في موريتانيا يتهافت ويتسابق له المجرمون ذوي السوابق وأصبح وصمة عار وعيب يخافه الشرفاء علي سمعتهم
الي اين يا وطن الموظف سارق وفاسد والحقوقي مجرم صاحب سوابق والسياسي متملق والمتدين مأدلج لك الله ياوطن