ديمي منت آبه : صوت يكذب الرحيل

 

altما زال صوت الفنانة الراحلة "ديمي منت أبه " يكذب رحيلها عن هذه الدنيا الفانية، و مازلت الآذان ندية تلتقط بل و تنتقي دون عناء من وسط هدير و صخب شوارع كل مدن الوطن الحية، نغماته صوتها العذبة السائغة في كل مقامات الموسيقى الموريتانية من "انتماس/كر لبيكي/لبتيت" دون أن يكون هناك نشاز.

 

كل نغمة تهديها ديمي مهما اختلف مقامها تحل بشكل انسيابي و مدغدغ، لا يشعر معه المتلقي بالانزعاج، محل النغمة السابقة ليظل المتلقي تحت التأثير الآسر لشدو يلامس شغاف النفس و أحاسيس الوجدان.

إذا كان هذا الكلام سهلا في ألفاظه و لا يحمل على الاستغراب فهو فيما ينبه و يرمي إليه حمال أمر لم يؤت كل الشادين على ما أوتوا من حسن الصوت و عذوبته و قوة أداء حبال الحناجر المطربة بشجي الغناء. فالمقامات حين تختلط يكون، على العادة، محل الاسترخاء و الطرب منها إضرار و إزعاج، الأمر التي يحرص الفنانون على أن لا يحصل، إمعانا منهم في إطراب و أسر متلقيهم تحت ندي الصوت المنسجم مع المقام الحاضر بعيدا عن أسباب النشاز. هؤلاء هم الفنانون، في واديهم، يخشون سماع أدائهم مختلطا في أكثر من مقام... و هذه هي ديم في واديها، تشدو كما يحلو لها الشدو فيتلقف مستمعوها صوتها في كل المقامات فرادى و مجتمعة...

لله درها من فنانة فريدة ستظل حية يسلمها كل جيل للذي بعده لواء لا يسقط... أو ليس الخلود هكذا... يأخذ أبهى تجلياته ؟

بقلم: الولي ولد سيدي هيبه

22. يناير 2012 - 0:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا