لاينقضي عجبي في كل مرة تطرأ تحسينات أو امتيازات أو علاوات أو تحويلات او ترقيات أو تكوينات في وزارتنا، وزارة التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح، يحرم منها مكونو مدارس تكوين المعلمين، ولا أدري السبب.
إنه اللغز المحير، منذ زمن أحاول تفكيك شفراته دون جدوى، تماما كلغز مثلث برمودا.
ومن آخر تجليات ذلك، الزيادات التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية، وأخص منها هنا علاوة التأطير، التي تم إقصاؤهم منها سابقا، لتتكرر هذه المرة.
في كل مرة أحاول أن الف وأدور دون أن أوجه باللائمة لأحد.
لكن ليسمح لي الجميع، فسأكون في هذه المرة صريحا.
إن المسؤولية في ذلك تقع على العاملين بالإدارات المركزية لهذه الوزارة، ومن أولئك أصحاب النظرة الإقصائية، الذين لا يريدون خيرا لهذا الوطن ولا لهذا السلك المسمى بمكوني مدارس تكوين المعلمين أن يكون شيئا مذكورا، يتجاهلونه ويتجاهلون كل ماهو مرتبط به، عن قصد وسبق إصرار.
يهمشون كل ما يتعلق بهم ومن ذلك، مدارس تكوين المعلمين التي يعملون بها.
سبب ذلك أساسا، فلتان هذه المدارس وتسييرها من قبضتهم نتيجة استقلالها المالي والإداري، الذي نزل على رؤوسهم كالصاعقة.
كان من تداعيات ذلك، حرمان هذه المدارس ومكونيها من كل ما يطرأ في هذه الوزارة - وكأنهم ليسوا جسما منها- فحرموا من الحصول على ما يستجد من برامج الوزارة التي يكونون ويؤطرون عليها طلابهم، وجداولها الزمنية، ومن الكتب المدرسية وكل الوثائق التربوية ذات الصلة التي يفترض أن يشتغل عليها هؤلاء المكونون بهذه المدارس.
فغاب التنسيق الذي يبدو أنه مقصود.
وحين يتعلق الموضوع بعلاوات جديدة أو امتيازات أو تكوينات، فحدث ولا حرج، إذ أول من يتم حرمانهم هم مكونو مدارس تكوين المعلمين، وقل الشيء ذاته عن التكوينات الخارجية والاستفادة من قرعة الحج في الوزارة.
فعن الحرمان من العلاوات أذكر على سبيل المثال لا الحصر علاوة التأطير التي حرموا منها المرة الماضية، وأعيدت الكرة في خطاب عيد الاستقلال، لهذه السنة 2020.
وعن الامتيازات فآخر ذلك المبلغ الذي قسم على جميع المدرسين الميدانيين وحرموا من ذلك، ومن التكوينات ما كان منها أخيرا على البرامج والذي التحقوا به بعد لأي، ولم يستفيدوا من تعويضاته حتى الساعة.
يبدو أن القائمين على هذه الوزارة يضيقون ذرعا بكل ما يتعلق بالتكوين الأولي حرمانا وتهميشا، وتعودوا عليه وصار نهجا وديدنا لهم، والأكيد أن ذلك لن يتوقف، فمن الواضح أن الحبل على الجرار.
يعزون كل فشل في المنظومة التربوية للتكوين الأولي، وفي نفس الوقت يستأثر هؤلاء المناوئون بكل ما جادت به التمويلات الأجنبية وحتى الوطنية منها.
وإذا تكــون كــريــهة أدعــى لـهــا
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
لقد بلغ السيل الزبى، وأصبحت كل هذه الممارسات مكشوفة، وإن كنا كمكونين لمدارس تكوين المعلمين قد غضضنا الطرف في السابق عن ذلك التهميش الممنهج الذي تعرضنا له؛ فإننا لن نرضى من الآن فصاعدا بتكرار تلك التجربة المريرة، وسنكون بالمرصاد مستقبلا لأي خطوة في هذا الاتجاه لإيقافها عند حدها، بل وتجاوزها إلى الكشف عن من يقف وراءها وفضح أصحاب تلك التوجهات على رؤوس الإشهاد.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد!