في أواخر العقد السادس من القرن الماضي وفي صحاري مطلة على سواحل المحيط الأطلسي قرب منطقة اترارة أعلن عن حصول بلادنا على الإستقلال السياسي حينها وإنشاء عاصمة وليدة تمت تسميتها بانواكشوط
حصلنا على هذا الإستقلال وسط خيمة بسيطة وهي تعبر عن الحال التي تركنا فيها المستعمر، فلم يترك فينا بنى تحتية، يمكن أن تفيدنا في قابل الأيام بل إنه خلال فترة إستعماره اعتمد على نهب ثرواتنا الطبيعية وتحويلها إلى خزائنه في باريس
كان ذلك هو الواقع الفعلي لتلك المستعمرة الضعيفة
ومع نشأة الدولة الحديثة، وضعف الموارد الإقتصادية وقلة الموارد البشرية ونقص تكوينها لم تتجه الدولة نحو البناء والتنمية بل كنا نعيش مسلسلا أغلب حلقاته تركز على الإستغلال والنهب وهي أمور تضررنا منها كشعب لمدة ستة عقود... فهل من أمل لوقف هذا النزيف؟؟
إن المتتبع لتسيير الدولة والمحطات الصعبة التي مرت بها والأوضاع الهشة التي يعاني منها هذا الشعب رغم وفرة موارده الإقتصادية، وما يتم كشفه من فضائح للأنظمة الحاكمة بعد مغادرة كل نظام للسلطة من فساد مالي وأخلاقي، يدرك أننا نعاني من مشكلة بنيوية لم يتم تشخيصها بعد...
نحن إذن نشكل استثناءا بين دول الجوار التي تقدمت علينا في مجالات متعددة رغم محدودية إمكانات بعضها، إلا أنها اعتمدت سياسات محكمة ورشدت في تسيير المتوفر لها من موارد واستثمرته في بينة تحتية يستفيد منها عدة أجيال عكس ما نعيشه من استغلال أصبح يؤثر سلبا على جوانب حساسة من حياتنا وأصبحت تتجذر فينا طبقية مقيتة وهو أمر حساس وقد تكون له عواقب غير محمودة على السلم الأهلي بين أبناء الشعب الواحد.
نحن مستغلون فعلا ومن طرف أبناء جلدتنا، الذين أثبتوا فشلهم وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولياتهم وتطبيق #العدالة_الإجتماعية بينا والتي تقتضي الكثير من الجدية حتى ينال كل ذي حق حقه بعيدا عن الفئوية والقبلية التي شرذمت مجتمعنا
لا يمكن أبدا مقارنتنا بأمم وشعوب احدثت معجزات مثل رواندا التي خرجت من حرب أهلية أهلكت الحرث والنسل لكنها استطاعت أن تحدث ثورة علمية وأصبحت في مصاف الدولة المتقدمة.
رحم الله من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن أرضنا و مجدنا وهدى الله من يحكمنا ويستغلنا فنحن بحاجة إلى تصحيح مسارنا وإسناد أمرنا إلى من هو أمين على مصالحنا فقد بلغ السيل الزبى...