2012 سنة الإنجازات أم عام الإخفاقات...؟ / محمد سالم ريومه

عام لا كسائر الأعوام ذاك الذي عاشه الموريتانيون خلال السنة المنصرمة. انتهي اذن العام 2012, بإنجازاته وإخفاقاته وأزماته السياسية والإقتصادية, حيث شهد من الأحداث الغريبة والمتناقضة أحيانا ما يجعله يبقي محفورا في الذاكرة الموريتانية كالعام الأكثر أحداث في الألفية الثالثة علي المستويين الوطني والدولي.

ففيه شهدت البلاد موجة جفاف كانت الأكثر حدة منذ السبعينات لتجد خطة أمل طريقها إلي التطبيق, ورغم مارافق الأخيرة من تشكيك وما شابها من غموض وبعيدا عن الأحكام فإنها ساهمت في حدة أثارالجفاف الذي ضرب ربوع الوطن مهددا بمجاعة كانت ستأتي علي الأخضر واليابس. لكن الحكومة التي انفقت 45 مليار اوقية علي خطة أمل لمساعدة المواطنين في تجاوز أزمة الجفاف, قامت بتوقيع اتفاقية مع الصين و بدأ العمل بها خلال العام يري فيها البعض اجحافا با لمواطن وبخيرات البلاد التي يلعب الصيد السمكي فيها عاملا اساسيا, وثارت المصادقة عليها من قبل البرلمان جدلا وسعا في الأوساط الإعلامية التي أطلقت عليها "اتفاقية الصيد المثيرة للجدل".     في العام ذاته وبعيدا كل البعد عن التجاذبات السياسية وانتقادات الحكومة وفي غفلة من الجميع أقدمت مبادرة انبعاث الحركة الإنعتاقية "إيرا" مجسدة في رئيسها, بيرام ولد الداه ولد اعبيدي علي حرق  أمهات كتب الفقه المالكي في خطوة وصفت بأنها تجني علي المرجعية الدينية للدولة. ورغم اعتذار الحركة عن ما أقدمت عليه إلا أنها لم تتمكن من تخفيف حدة الشارع الموريتاني الثائر حينها منددا بالخطوة ومطالبا بإنزال العقوبة علي بيرام وما تلي ذالك من بانيات شجب من الأحزاب والهيئات السياسية.   مطالبات وجدت فيها الحكومة ضالتها المنشودة لشل حركة الحركة غير المرخصة والتي طال ما أزعجت النظام بوقفاتها الاحتجاجية المتكررة ووصفها إياه بالعنصري, ليتعهد الرئيس بتطبيق القانون علي بيرام ويوضع الأخير بين أربعة جدران خرج منها حافيا القدمين وفي وضعية صحية لا توصف بالجيدة.     وتوالت الأحداث والأزمات ليتصدر المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بإضراب طلابه الذي دام أكثر من ستة أشهر الأزمات النقابية وماتلا ذالك من اعتقالات واحتجاجات انطلقت شررتها من مدينة اكجوجت المنجمية وشكل مقتل العامل محمد ولد المشظوفي أثر اضراب عمال م س م ذروة الأزمات التي كان آخرها أزمة الأساتذة المحولين والتي انتهي العام دون تنتهي.   العام المنصرم شهد غلاءا مشهودا اللأسعار , ففيه شهدت المحروقات أكثر زيادات لها وفيه كان انقلاب مالي وما تلاه من دق لطبول الحرب هناك وجدل دار حول المشاركة فيها, وفيه لجأ السنوسي إلي البلاد وتم تسليمه في صفقة لم يراوح صداها البرلمان الموريتاني حتي في جلسته الأخيرة خلال العام   وتوالت أحداث العام الأكثر غرابة في التاريخ الوطني الحديث لتشهد ساحة مسجد ابن عباس وللمرة الأولي منذ انشائها عام 61 أكبر تجمع جماهري يطالب برحيل النظام .   مطالب اصدمت بمساعي سياسية كانت أبرزها مبادرة مسعود ولد بلخير والتي رغم إبداء بعض الأطراف موافقة مبدئية عليها إلا أن مراقبين لايرون فيها الوصفة السحرية لتقارب الفجوة بين المعارضة والنظام لذي لايراها حلا للأزمة .   العام 2012, وان كان شهد احداثا سياسية كثيرة, إلا أنه بقي العام الأكثر مأساوية في حياة المورتانين, ففيه سقطت الطائرة العسكرية صبيحة الثاني عشر من يوليو في مطار نواكشوط مخلفة سبعة قتلي بينهم عسكريين ومدينيين, وفيه أقدم الجيش المالي علي ذبح سبعة عشر مواطنا موريتاني كانوا في الطريق إلي باماكو لتبليغ الدعوة ونشر الإسلام, في واقعة كادت أن تنسف بعلاقات الأخوة والجوار بين الدولتين.   وفي شهره الكريم أقدم أب علي ذبح أبناءه الأبرياء في مقاطعة عرفات في سابقة أربكت الرأي العام الموريتاني مسجلة أغرب حالة في العام, لكن مساء الثالث عشرمن أكتوبر حطم كل أرقام الغرابة والوقائع, "ضابط يطلق النار علي رئيس الجمهورية". جملة كان لها صدي وتأويلات في الشارع الموريتاني وقسمت التاريخ إلي نصفين, فاسحة المجال أمام موجة من الشائعات عاشها الموريتانيون علي مدي الأرعين يوما الإستشفائية, لتدخل مصطلحات جديدة كبرسي واطويلة القاموس الإعلامي .      لكن رياح نهاية العام جائت بما تشتهيه سفن الموريتانيي وعمت الفرحة بفوز المنتخب الوطني ذهابا وإيابا علي نظيره لليبيري في واقعة لاتقل غرابة عن سابقيها. فرحة لم تدم طويلا لتقطع بإعلان الحداد في 19 من ديسمبر علي الرئيس الراحل المرحوم المصطفي ولد محمد السالك.   ليختتم العام من قصر المؤتمرات بإعادة انتخاب كل من جميل منصور وولد مولود, ويجد ولد الداده المفوض السابق لحقوق الإنسان في أيام العام الأخيرة حرية مؤقتة بعد سجن دام ثلاث  سنوات.    تم أحراق أمهات الكتب  وتم الإتفاق بين الحكومة بعض الإحزاب السياسية  وفيه دعت المنسقية إلي رحيل ونظام وخرجت للشارع من أجل تحقيق المطلف وفيه أزمة المعهد العالي وما تلها من اعتقالات واحتجاجات وفيه اتفاقية الصيد مع الصين المثيرة للجدل  وفيه قامت أزمة مالي وما تلاها من تداعيات وطنية وطبول الحرب التي تدق هناك وفيه تصدرت عبارات بيرسي والنيران الصديقة ومزرعة اطويلة الصحف ووسائل الإعلام الوطنية ككلمات جديدة علي القاموس الإعلامي. وفيه كانت واقعة اطويلة والأيام الأربعين في مستشفي بيرسي. وفيه فاز المنتخب الوطني للشباب ذهابا وإيابا علي المنتخب الليبيري  وفيه كان الجفاف وخطة أمل 2012 أزمة الأساتذة ارتفاع الأسعار وخاصة الوقود  طرحت مبادرة مسعود وفاة الرئيس السابق المصطفي ولد محمد السالك وختتم بفوز المرابطون واعادة انتخاب جميل منصور رئيسا لحزب تواصل  واطلاق سراح ولد الداده. ازمة السنوسي    سقوط الطائرة العسكرية في مطار نواكشوط طبيب يذبح أبنائه  ولد مولود يعود من فرنسا .......................................................................... وفيه تحطمت الطائرة العسكرية التي كانت متوجهة إلي شركة تازيازت في مطار نواكشوط صبيحة الثاني عشر من يوليو, راح ضحيته سبعة أشخاص بينهم ثلاثة ضباط عسكرين . ..........  

1. يناير 2013 - 18:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا