رغم ما تواجه بلادنا من عودة خطر انتشار جائحة كوفيد 19 التي استنزفت أرواح الملايين حول العالم واستنزفت المليارات من الخسائر الاقتصادية في أصقاع المعمورة فإن موريتانيا تتصدى بحكمة وشجاعة منقطة النظير لكل تلك المنغصات التي تضع لها الخطط العملية لمواجهتها، لمنع تأثيرها على سير عجلة البناء والتطوير.
وفي غمرة هذا الظرف وما تقوم به الدولة في سياقات أخرى، فإننا نتعرف شيئا فشيئا على سياسات البلاد الجديدة التي بشر بها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في برنامجه الإنتخابي تعهداتي ومنذ ذلك اليوم الذي طرح فيه البرنامج للتنفيذ بعد اختياره من قبل الشعب الموريتاني تكشفت الخطوط العريضة لسياسة التنفيذ بواسطة رجال ذوي كفاءات وقدرات ولعل من أبرزهم الوزير الأول وأعضاء حكومته الجادين في تحقيق موريتانيا التي نريد.
لكن في المقابل هنالك شخصيات طبعت بصماتها الواضحة والمؤثرة في ترجمة ذلك البرنامج إلى واقع محض، ومم أبرزهم مدير ديوان رئيس الجمهورية صاحب المميزات النادرة في بلورة استراتيجيات كبيرة تلخص رؤية وخيارات رئيس الجمهورية وتجعلها في متناول أطر الدولة السامين الذين يلعبون الدور الهام في تطبيق سياسة الحكومة الطموحة.
ولم يكن قرار منحه مزيدا من الصلاحيات سوى اهتداء لضرورة توحيد السياسة العامة للدولة وضبطا للانسجام مع أهداف دولة القانون والمؤسسات، فهنيئا لموريتانيا به وبقدراته الإدارية التي لخصت برنامج النهوض بالجمهورية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
ورغم كيد الكائدين الذين يريدون بث الفتنة والتشكيك في سمعة القابضين على جمر تحقيق مصالح المواطنين، والدفاع عن حقوقه في الحصول على الفرص المتكافئة في وطنه، والعيش بكرامة ورفعة، رغم ذلك فإن بلادنا تسير بثقة في خط الدول الصاعدة المستفيدة من جودة التخطيط الاستراتيجي لتغيير الواقع المعاش للمواطنين العاديين، وإرساء أسس المستقبل المطمئن لأجيال الغد، وترقية حقوق الإنسان وجعل الكلمة الفصل للعدالة والقانون.
ولعل أهم ما يقع على عاتق المواطنين سواء في مراكز القرار أو صناعة الرأي أو كمواطنين عاديين هو أن نقف وقفة رجل واحد مع مشروعات بلادنا التي قررت خوض غمار المسير بثقة واستمرار لتحقيق النصر والفوز على مختلف العقبات وبناء الحلم الموريتاني ومواصلة بناء الجمهورية ودولة المؤسسات المفتخرة بتاريخها وبثقافتها ودورها المحوري في المنطقة والعالم.
إن الحرب على الفساد واسترجاع ممتلكات الشعب، وتقوية علاقاتنا الدبلوماسية عالميا، وتحقيق الأمن ولامركزية الخدمات، وتحقيق الحرية وبث الهدوء السياسي، وتوطيد الثقة لدى المواطن، لهي الصاعقة التي أرعبت كل المتربصين بمصلحة الوطن وما زالت تلك الصواعق تترى بحزم حتى تتحقق إرادة الله والشعب في أن تسود أهداف التغيير المنشود.