لا شك أن حالة الذعر و الرعب الناتجة عن تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا هذه الأيام، عائدة بالأساس إلى فرض الدولة جباية على الفحص عن الإصابة، بعد رفع الإجراءات الاحترازية التي صاحبة الموجة الأولى، فلم يعد المواطن - الخارج لتوه من ازمة صحية و مادية و نفسية - قادر على الفحص لأنه لا يملك قوت يومه.
فعند رفع تلك الإجراءات ،عاد المواطنون لتجمعاتهم و عاداتهم في "التقارب الاجتماعي" و صار الفيروس يفتك بهم و يقتل و يضعف ما شاء له الله دون أن يتم الكشف عنه، في حين أن الدولة تتباهى بتسجيل 0 حالة مرتبطة بكورونا، رغم تسجيل المغرب المجاورة في تلك الفترة لعدد إصابات يومي ناهز 2000 حالة.
الحكومات التي تحترم مستقبلها و مواطنيها و تحترم المجتمع الدولي، ابقت على التحسيس حول خطورة الفيروس و ابقت على الكشف المجاني من اجل ان تجعل المواطنين في حالة تأهب دائم لموجة أخرى من الاصابات.
لست هنا لأدافع عن مواطن مطحون - حاله يكفي عن سؤاله - لا يحب ان يكشف عن إصابته مجانا، أحرى بعد دفعه الثمن من قوته اليومي، خوفا من ان تتعطل مصالحه اليومية التي انعدمت في الموجة الاولى، فلو أنه كشف و شاع خبر إصابته لن يرغب أحد في أن يصلح له ثلاجة و لا يحفر له حفرة او أن يصلح له كابل الإنارة الذي عصفت به الأمطار و لا يصلح له سيارته الخارجة لتوه من بحيرات كبتال و السبخة و الميناء.
الدولة مطالبة بمد يد العون للمواطن و الكف عن تزييف الحقيقة و اللعب بمشاعر المواطنين و لهوهم بالسياسة، و حملات التعريف بالفيروس التي استأنفت بعد ان قتل الفيروس منهم من قتل و أقعد من أقعد في فترة اللاكشف لغير مسدد.
الحقيقة المرة ان الحكومة لا تصلح إلا لتجويع المواطنين و تعذيبهم و التباهي بذلك؛ كما حصل لطلاب كلية الطب و مناضلي البيئة في ازويرات، فلو أنها استشارت كورونا الذي كان يعيث في الارض فسادا لما كنا لنصل إلى ما نحن عليه من حالة ذعر غطتها تخيم على الحالة النفسية للمواطنين قبل حالتهم الصحية.
اين ذهب صندوق كورونا ؟ و اين ذهبت مداخيل أسنيم و مداخيل الخزينة من الذهب الذي اشترته من المنقبين؟ و أين المبالغ الطاىلة التي دفعتها كينروس و شركة نحاس موريتانيا للدولة ؟
كفاكم رقصا على الحبل المنفرد، كفاكم زورا و تزويرا للواقع المؤلم، كفاكم من الفساد و تدوير المفسدين، كفاكم تعيينات و إقالات، المواطن يريد ان يأكل ديته قبل موته.
الصحفي: عمر ملاي العباس.