تعليق على مقابلة رئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية / محمد عبد الله ولد بين

القائد هو المبدع الذي يأتي بالطرق الجديدة ليعمل على تحسين العمل وتغيير مسار النتائج  إلى الأفضل ، فهو بدقته وتنظيمه يصنع الحدث والقرار المهم ويؤثر في الآخرين بامتلاكه الرؤية الثاقبة والتحفيز والثقة بما لديه من قدرات وإمكانات ومبادئ ، وما يمتلكه من ذكاء اجتماعيي وثقافة ووعي والتزام بما خطط له، وما يتمثله من قيم وأخلاق ومبادئ تحكم سلوكه وممارساته.

والقائد لامناص من أن يكون قوي الإرادة والشكيمة ، فالضعف لا يسود أصحابه ، والحكم أمانة لا تقوم بدون ترشيد للأخلاق و للموارد. واتصاف القائد بالقوة والأمن شرط لا غنى عنه " إن خير من استأجرت القوي الأمين".

تذكرت هذه المواصفات بعد ما تابعت بكل اهتمام السهرة الإعلامية  التي نظمتها قناة الموريتانية مع رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر، وهي السهرة الني أبانت عن جملة من الخصال لدى الرجل رأيتني مرغما على التعليق عليها محاولا الربط بينها مع الكثير من المواصفات القيادية التي صدرت بها هذه الأسطر:

لقد كان الأخ المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر عند حسن طن مناضلي حزبه ونخبه ، بما أبدى من إبداع وقدرة تجسدا في السيطرة على ملفه وعلى المواضيع المثارة خلال النقاش ، وهي التي تشكل موضوع ملفه المعقد ، وبها ترتبط آمال المناضلين في الحزب. وقد تعامل معها بالبساطة وسرعة البديهة والذكاء ، وهي خصال شخصية مكنته من تقديم إجابات صريحة وشافية على جميع الأسئلة دون تكلف أو تردد.

وهكذا استطاع المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر، أن يبرز أنه في طليعة الكوادر التي تمتلك الأهلية لقيادة وتسيير مختلف الإشكاليات السياسية والاجتماعية التي ينوء بها وطننا وفي ظروف استثنائية بامتياز.

فالحزب الحاكم يتطلب قيادة قادرة على تسيير التنوع والأزمات ، لأن الأغلبية التي يؤطرها هي أغلبية تمثل واقع تنوع المجتمع الموريتاني بكل مكوناته الإثنية واللغوية ومشاربها الثقافية والاجتماعية الثرية. إنه الوطن بما فيه من أغنياء وفقراء  وما فيه من نخب ودهماء.

وهكذا أبان رئيس حزب الإتحاد عن قدرته على إدارة الحزب وفق جملة من المتغيرات والثوابت المرتبطة ببرنامج تعهداتي لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ومن حدة ذكائه وفرطه في الدقة والنباهة لم يغب عن باله لحظة أن مرجعية الحزب تظل دائما فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

ولم يخيب المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر أمل مناضلي ونخب حزبه في قدرته على حمل الأمانة ، حين أكد أن الحزب يتابع عن كثب وباهتمام عال تطبيق البرامج التي تهتم بالمواطن أينما كان من خلال الاتصال المباشر برئيس الحكومة أسبوعيا ومناقشة ومتابعة برنامج حكومته الذي يجسد تعهدات رئيس الجمهورية بتحسين ظروف المواطنين والقضاء على كل أشكال الغبن التي تعرضت لها فئات من المواطنين ، تستحق أن تعيش بكرامة في وطنها.

من هذا المنطلق يرى رئيس حزب الاتحاد أن كافة هيئات حزبه تشكل حلقة من سلسلة كبرى تتولى متابعة وتنفيذ البرامج التنموية ، موازاة مع تسيير جائحة كورونا 19.

الحزب الحاكم من وجهة نظر المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر، لم يعد مرصدا لتتبع عورات المعارضة ومخاصمتها، واعتبار محاربتها أحد مبادئه ، وإنما أضحي يعتبرها شريكا ينبغي أن تجد مكانها كمعارضة لها دورها في عملية البناء الوطني ، انطلاقا من مسلمة :         ( الوطن يسع الجميع ، معارضة وموالاة) وذلك انسجاما مع مقاربة فخامة رئيس الجمهورية التي اتبعها من خلال إرساء نوع من الشراكة ساهم في جو الثقة الذي يسود البلاد منذ تولى فخامته قيادة الوطن.

وقد كان رئيس حزب الإتحاد صريحا في أنهم لا يدعون المعارضة إلى التخلي عن دورها التقليدي والاصطفاف في الموالاة، وإنما ينبغي أن تظل شريكا يلعب أدواره في إرساء أسس النمو عبر التشاور الذي يقوم نبذ الثقافة العدمية ، وإحلال النقد الإيجابي محلها.

حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بقيادة المهندس سيد محمد ولد أعمر وكما يرى هو نفسه يريد أن يستجيب لكل التحديات بعيدا عن انتظار الإحداث لتحدث فتكون استجابته ردة فعل أوانفعال، وذلك باتباع مقاربة قائمة على التخطيط والتوقع .

وهو خلافا لما كان عليه الحال أصبح حزبا بالناس وللناس ، حيث لا يوجد حزب بدون أعضاء ، قلوا أم كثروا، و لا يقتصر على خدمة أعضائه فحسب ، بل يسعى لخدمة كل فئات المجتمع ضمن سياق محدد هو الدولة ، وفي هذا الإطار استطاع المهندس سيد محمد ولد الطالب أعمر أن يبرهن بعفوية على أن ما يسعون إليه في الاتحاد من أجل الجمهورية هو التأكيد على أن الحزب يقدم ما يثبت إمكانية الاستغناء عن الوسائل والأدوات القديمة في الحكم ( القبيلة والجهة)ومن هنا فإن التلازم الموضوعي بين نجاح حزب الاتحاد ونجاح التحول الديمقراطي يحدد المسؤولية المركزية لهذا الحزب الذي يقوده اليوم وبجدارة .

 والتحول الذي يريده المهندس سيد محمد ، ومن منظور مرجعية الحزب( فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني) هو تحول من السكان إلى المواطنين ، وهو ما يتطلب إتباع مقاربة تقوم على الإعلام الحزبي خصوصا والمؤسسات الإعلامية التقليدية والحديثة عموما.

بهذا المعنى سيبقى الحزب وسيلة لتمكين المناضلين والمواطنين عموما من خدمة مصالحهم والدفاع عن قيمهم العليا المشتركة والتي توحدهم في سياق الدولة.

يبقى أن أختم بأن قناة الموريتانية  استطاعت أن تتعاطى مع هذه السهرة الإعلامية بمستوى عال من المهنية والجرأة والتجرد لم تألفه من قبل مع القائمين على الشأن العام وخاصة من الصف الأول من الطيف الحاكم ، وهي نقطة جديرة بالتقدير، وسوف تترك في بقية الطيف السياسي أثرا إيجابيا عن التلفزيون العمومي بصفته مقدم خدمة عمومية.

فهنيئا لرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولفريقه الموحد في قيادة الحزب ، وهنيئا لقناة الموريتانية ولمقدم هذه السهرة السياسية والإعلامية.

 

 

29. أكتوبر 2020 - 0:16

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا