لا أحد - عاقلاً - يحلم بعصا سحرية تقلب الحال السيئ جداً إلى واحة غناء بين عشية وضحاها.. ولا يوجد منصف - عاقل - يستطيع الإنكار أن شيئاً ما قد طرأ، سواء على مستوى الطرح أو الإنصات للمواطن البسيط أو تفعيل قوى الدولة التي تسعى للمصلحة العامة لا الخاصة..
رغم جائحة كورنا التي ضربت الخطط في العالم كله أخماساً بأسداس.. إلا أن حكومة الرئيس محمد الغزواني أثبتت التزامها بخط الحكامة الرشيدة والوصول للأهداف الوطنية الجامعة.. بعيداً عن الديماغوجية وشراء الذمم والعزة بالإثم.. بل تنجح -إجراءً بعد آخر - في تجاوُز العقبات والاستفادة من العثرات.. لتواصل السير نحو المأمول دون أن تلتفت إلى النقد غير البناء أو من لا يرون غير الألوان المعتمة.. حتى إنها - خلافاً لمن كان قبل الرئيس الغزواني - لا تريد أيضاً من أحد أن يدافع عنها ولا أن "يدفع على" خصومها..
الرسالة التي أراد الرئيس الغزواني أن يبعثها إلى جميع الموريتانيين هي: نحن شركاء.
إن طريقة إدارة ملف شائك ومتشعب وضاغط ويدعو إلى العجلة التي قد تؤدي إلى التخبط لدى من لا يعرف ما يريد.. تؤكد أن الحكومة الرزينة راشدة وحازمة.. وتستخدم سلطتها لمصلحة العموم ولا تغطي على الفشل - إن حصل - بالاستئساد على العامة أو تزوير الحقائق..
لقد أدار الرئيس وفريقه الحكومي ملف كورونا بكل اقتدار، واستفادوا من أخطاء الموجة الأولى، ووازنوا بين الضرورات الصحية والاقتصادية والاجتماعية.. وبدا واضحاً أن ثمت تعليمات بأخذ الناس باليسر ومساعدتهم في تطبيق الإجراءات..
لأول مرة نحس بأنها حكومة منا ولنا.. نتطلع لقرار فيصدر.. ونعترض على آخر فيتم التراجع عنه ببيان بيّن واضح لا يحمل شحنة الكبر ولا يحس مُصدره بضيق أو حرج.. بل يعمل وفق قربه أو بعده من مصلحة الوطن والمواطن..
إن الموريتانيين بسبب ما عانوه من سيبة مقنّعة طوال 40 عاماً يعسر عليهم الانتظام في سلك دولة القانون والمواطنة دفعة واحدة.. و"أُمّ اتوامَ ألا باتسابيگ".. وكما قال الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز لابنه: "أما يكفيك أن أُحيي كل يوم سنّة وأميت كل يوم بدعة؟"..
سيذكر التاريخ للرئيس محمد الغزواني أثره المحمود في التغيير الهادئ.. وسينصفه المتعجّلون الطيبون.. وستُلجم إنجازاته الناعقين المغرّضين.. ويبقى الواقعيون مرددين مع الحطيئة:
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكمُ ** من اللوم، أو سُدوا المكان الذي سدُّوا.