يقف قطاع الثقافة والإعلام على أعتاب إصلاح واعد يكرس الشمولية والمهنية ، ولم يكن ذلك الإصلاح ليبصر النور لولا الإرادة القوية لفخامة رئيس الجمهورية وحكومة معالي الوزير الأول التي لا تألوا جهدا ولا تضيع وقتا من أجل تنفيذ برنامج تعهداتي الذي يمثل العقد الاجتماعي والرؤية الإصلاحية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
لقد لامست قوة الإصلاح قطاع الثقافة والإعلام وبدأ يستعد للوقوف على أقدامه بعد سنوات من الإهمال والضبابية والانفلات الصاخب ، خطوات الإصلاح تتدرج بهدوء ولكن بقوة وحكمة وكياسة وفهم دقيق لتعقيدات قطاع يحمل، الثقافة ، والإعلام ، والفن ، والرماية ، والصناعة التقلدية، والعلاقات مع البرلمان .. هو قطاع يجمع المجتمع بكل تشكيلاته وتجاذباته واهتماماته ، ورغم ذلك استطاعت إرادة الإصلاح ـ التي يشرف على تطبيقها بقوة وحزم معالي وزير الثقافة والعلاقات مع البرلمان السيد لمرابط ولد بناهي ـ أن تضع يدها على مكامن الخلل وتباشر بهدوء وسكينة مسيرة العلاج والتمهين، واستطاع القطاع خلال أشهر قليلة أن ينجز ما لم تستطعه سنوات من العمل ،فلا يستطيع مكابر اليوم أن يجحد التطور الهائل والمتسارع ، الذي يشهد الإعلام العمومي مع فرض الانفتاح على كل الطيف السياسي ومنحه حقه في التعبير عبر الإعلام العمومي كما شهد هذا الإعلام تحسنا في الإنتاج وزيادة في الانتشار صاحبها فتح مكاتب جهوية للتلفزيون الوطني غطت جميع ولايات الوطن ، كما تم استحداث إذاعات متخصصة ومحطات جهوية من شأنها أن تغطي مناطق واسعة من البلاد ، وتباشر شركة البث الإذاعي والتلفزي تغطية مناطق الصمت التي ظلت لسنوات عرضة لسيطرة للإعلام الخارجي هذا بالإضافة إلى تحسن في خدمات الوكالة الرسمية وتعدد وسائطها الرقمية .
إن التحسن في خدمات ومخرجات الإعلام العمومي واكبه نقاش واتصال مع فاعلي الإعلام الخاص والمنظمات والهيئات المهنية من أجل بلورة رؤية شاملة للخروج من مشهد الانفلات والتخبط الذي خيم على القطاع لعقود من الزمن .. قطاع الثقافة هو الآخر نال نصيبه من حيوية الإصلاح فتم إعداد خطة لتنمية التراث الثقافي ، كما تمت المصادقة على مرسوم لإنشاء مجلس وطني للتراث ، وتمت رقمنة ميئات المخطوطات من مخزون المعهد الموريتاني للتكوين في مجال الثقافة والتراث ، و العشرات من نفائس مخطوطات المكتبات الأهلية في مدننا القديمة ؛ وتواصل المجلة الثقافية للوزارة فتح صفحتها للكتاب والمبدعين لنفض الغبار عن نفائس وكنوز الثقافة والتراث الوطني ، وفي مجال ترقية الموسيقى والفن تم تنظيم مؤتمر تجديد هيئات اتحاد الفنانين الموسيقيين الموريتانيين بعد سنوات من تعثر مسار التجديد ، وفي مجال الصناعة التقليدية تم استحداث وتجهيز ثلاثة وحدات لصناعة الخزف في نواكشوط، وكيفة ، وكيهيدي ، ويجري حاليا العمل على تجديد مكتب الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والهيئات والاتحادات التابعة لها .
ومن الصعب أن يتم حصر ما تم إنجازه في قطاع الثقافة والإعلام ، لكنه بكل تأكيد إنجاز كبير تحقق في وقت وجيز ولاشك أن القادم سيكون بحجم طموح فخامة رئيس الجمهورية لهذا القطاع الذي خصه بحيز اهتمام كبير في برنامجه الإصلاحي "تعهداتي" .