كيف تطفئ نار الأسعار يا سيادة الرئيس؟ / شيخاني الشيخ محمد يحي

لإيجاد حل لأزمة الأسعار نحتاج أن نعرف ما سببها ومنطلق شرارتها ؟

. اتخذت الحكومة بطيب نية العام الماضي قرارا بنزع الجمركة عن بعض المواد الغذائية ، بهدف مساعدة الضعفاء على تخطي جائحة كورونا ، لكن هذا القرار أعتبره شخصيا من أكثر القرارات إضرارا بالضعفاء ، إذ أنه جعل كبار التجار يوفرون مبالغ طائلة كانت تذهب للجمركة ، وبالمقابل لم ينقصوا من السعر ولا سنتا بل زادوه ، وكان الضحية الفئات الضعيفة .

 بلادنا للأسف الشديد ترضخ تحت ما يعرف بالليبرالية الجشعة . وهذه الليبرالية تطلق على نظام اقتصادي متوحش لا يرحم الضعفاء ، وكيف يرحمهم والمتحكم فيه تجار كل ما يهمهم الربح ، والربح فقط ، الليبرالية الجشعة تغيب فيها المثل والقيم والوازع الأخلاقي ، وستكون قاسية جدا إذا استفرد التجار بالمواطن الضعيف ، في غياب دولة تحميه وتحفظ له حقوقه .

 إذا كانت الدولة ترغب في استدراك الموقف ومنع هذه الاستفراد ، فبإمكانها إنشاء شركة مماثلة لسونمكس التي كانت ضحية فساد العشرية .

 ولكن هذه السونمكس الجديدة لا بد أن تستفيد من دروس سابقتها ، وتلتزم الحكومة بضوابط تحميها من المنافسة الشرسة والظالمة ، وتضمن لها المضي قدما لأداء مهامها :

 - لا تكون زبونا يشتري بضاعة التجار .

 - تخفض أو تنزع الجمركة عن موادها . 

- تضخ فيها سيولة معتبرة أو مناسبة لهدفها ، وكلما ازدادت ميزانيتها كانت أقوى .

 - تغذي السوق العام ، آخذة حصتها الضرورية ، ولا تقتصر على نقاط بيع معينة. 

- تأخذ في عين الاعتبار ضوابط الشفافية في المشتريات والمبيعات . 

ولي نصيحة أحبوها لمن يهمه الأمر : 

هناك طرفين ، أحدهما قوي وجبار ومتسلط ولا يشبع من مراكمة الدينار على الدينار ، وكلما التهب الحطب طربت نفسه وانتشى ،غير آبه بمن طحنه قطار السوق ، الذي يدهس بقوة ، وهناك طرف ضعيف لا يقوى حتى على التأوه ، أضناه التعب ، وأنهكته الأمراض ، وأوهنه أمد انتظار الفرج .

 فإن كنتم كسابقكم لا يقيم وزنا إلا للقوي ، فمصيركم ترحلون كما رحل ، وتعدوا عليكم عاديات الزمن كما عدت عليه ، وتخرجون صفر اليدين ، كمن يطارد خيط دخان . 

وإن أدركتم أن اللـه تعالى بعظمته وقوته رقيب عليكم ، رحمتم الضعفاء والمقهورين ، وكسبتم ثواب الدارين ، وأحبكم اللـه ، وحبب فيكم .

 والفرصة مواتية الآن ، ولكنها لن تبقى كذالك دائما ، فداركوا تدركوا وإن تتركوا تتركوا، وإياك أعني فافهمي يا سيادة الجارة . 

 واللـه تعالى ولي التوفيق وإليه المصير

22. يناير 2021 - 10:06

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا