التقويم التربوي ودوره في ترقية المنظومة التربوية / السيد ولد صمب انجاي

يقوم التقويم التربوي بدور لا يستهان به ' في العملية التعليمية ' وعن طريقه يمكن التمييز بين نقاط القوة والضعف ' في أي برنامج تعليمي وفي مختلف المستويات والمراحل التعليمية' وقد اثبتت مختلف الممارسات التربوية مدى اهمية هذا الموضوع وضرورته لكل عناصر العملية التعليمية ' التي تشمل المعلم والمتعلم والمنهاح وصولا الى طرق التدريس .

من هذا المدخل الذي وددنا أن يكون تمهيدا لموضوع التقويم البيداغوجي الذي يعتبر قطب الرحى في أي عملية تربوية ؛  بامكاننا ان نطرح التساؤلات التالية : فما الذي نعنيه بالتقويم التربوي وما انعكاساته على المدرس بشكل خاص والنشء بشكل عام ؟ .

لماذا هذا النكوص والخوف اللامبرر من تقبل فكرة التقويم وهلا ثمة نواقص سيتركها على المستهدفين فى حالة اجراء هذا التقويم ؟.

أليس الهدف من التقويم الاطلاع على مكامن الخلل ومواطن الضعف والقوة ؟.

وللحديث عن هذا الموضوع نقول إن كل مشروع : أو برنامج تعليمي ناجح وناجع يتطلب بالضرورة عملية تقويم بدء من مرحلة  التفكير فى البرنامج وصولا الى مرحلة الانجاز ؛ ولذا فكل عنصر من العملية التربوية يشكل موضوعا لعملية التقويم وهو ما يحتم مدى جودة عملية التعليم ومدى اعداد وتاهيل المدرسين ؛ بغية معرفة ما إذا كان المتعلمون يمتلكون المعلومات والمهارات ؛ التي لها علاقة بالبرنامج التعليمي المقترح تدريسه ؛ فاجراء عملية التقويم فى هذه المرحلة من العملية التعليمية يكتسب اهمية قصوى وليس الهدف منها التقليل من المستوى الاكاديمي والتربوي للمدرس وانما هدفه اسمى وضروري إذا ما اردنا التحقق من مطابقة البرنامج التعليمي لمستوى المتعلمين ؛ وهكذا ستسمح عملية التقويم التكويني للمدرس فى معرفة الصعوبات التي تعترض سبيله أثناء تادية عملية التعلم ؛ مع اقتراح انشطة تهدف الى تجاوز تلك الصعوبات ؛ ولن يتاتى ذلك إلا بتمرير خارطة طريق التقويم المزمع نهاية الشهر الجاري ؛ ففي تنفيذ بنود تلك الخارطة ؛ نكون قد اسسنا لتمظهر مأسسة المدرسة الجمهورية ؛ الحاضنة لكل ابناء الشعب الموريتاني .

فنحن لا يمكننا تاسيس مدرسة حقيقية ما لم نقض على هذه النواقص من ضعف المستويات فى الكادر البشري وتشتت المناهج التربوية  وكذا الاختلالات البنيوية التي لازالت منظومتنا التربوية تعاني منها ؛ فالشعوب تبنى عن طريق العلم والمعرفة ؛ ولا مكانة فى هذا العالم الذي ميسمه " التقانة " و " العصرنة " لمن لم يتسلح بالمعارف ؛ فالعالم اليوم لا يرحم الجهلاء ؛ انه عالم التقنية ؛ عالم فيه الطبيعة  مكتوبة برموز رياضية ولا يستطيع فك طلاسمها إلا من كان رياضيا كما يقول " افلاطون " وبالتالي فمدى قوة شعب ما تقاس بمدى تحكمه من ناصية العلم ؛ وهذا الأخير لن يكون دون تقويم لماضي العلم وتقويمه  ولمراجعة الذوات التي تنتج المنظومات المغرفية ؛ بمعنى اجراء تقويم شامل للمدرسين ( فما احوجنا  اليه جميعا ) ؛ فالعملية  التربوية تتطلب المزيد من التقويم التكويني وهو ما لم يتم الا باصلاح الاعوجاجات التي تنتاب المدرسين باعتبارهم الدينامو الاساس لكل عملية تعليمية ؛ ولذا فان الدراسات  المعاصرة ترى ان التقويم يحتل مكانة مركزية في البحوث والدراسات البيداغوجية ؛ فالمعلم يمثل الدعامة الحقة التي يؤسس عليها النمو المتكامل لدى الاجيال في أي مجتمع ؛ ذلك أن مهمة  المدرس لا تقتصر على تلقين المادة العلمية فقط باستخدام عدد من الاساليب والانشطة التعليمية ؛ وانما تتعدى ذلك كي يكون قادرا على متابعة تعلم التلاميذ ونموهم .

وختاما مسكا نرى من باب نافلة القول إن عملية تقويم اداء المعلم تساعد المؤسسات التعليمية على تحقيق مجموعة من الاهداف من بينها قياس مدى تقدم المعلم أو تخلفه في عمله بمعايير ملموسة؛ وكذلك في  الحكم على تحقيق التوازن الضروري بين متطلبات العمل ومؤهلاته العلمية .

24. يناير 2021 - 11:19

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا