تابعت مساء أمس على شاشة التلفزيون الوطني المسائلة "المؤجلة" أكثر من مرةلوزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي أحمد ولد باهيه حول أزمة التحويل التعسفي للأساتذة والتي تقدم بها النائب محمد جميل منصور .
خلال متابعتي لتلك الجلسة "العلنية" استوقفتني عدة أمور لعل من أبرزها في نظري هو نفَس التعالي لدى الوزير والنظرة الدونية تجاه خيرة أساتذة التعليم الثانوي وتهربه من مسؤولياته بإلقاء اللوم على "السياسيين" وحزب "تواصل" بالتحديد متناسيا أن قادة تواصل فشلوا في إقناع النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPESبالتهدئة وتوقيف إضرابهم الشهير 45 يوما أيام الوزيرة نبغوها بنت حابه حينما كان "تواصل" عضوا في الأغلبية وله مصلحة سياسية في "إنعاش" حكومة "الربيع الديمقراطي" والأمل الموؤود ..
كانت الأغلبية خلال تلك الجلسة على موعد مع "موقف" هزيل وجبان ممثلة في نواب "التطبيل" و "التزمير" وطلبات "التعيين" وإن بدا لافتا ومقدرا موقف النائب لالة بنت حسنة التى دافعت عن الحق ودعت الوزير إلى الإنصات للأساتذة ورفع ظلمه عنهم الذي كان انتقاما منهم بسبب مشاركتهم في الإضراب وهو الحق المكفول بمقتضى الدستور..
وبينما اكتفى النائب المختار ولد ألمين بـ "تجديد" إيمانه بالأغلبية وتأكيد أنه من "السابقين السابقين إليها" ومطالبته الوزير بإشراكهم في التعيينات دون أن يتطرق ولو بشطر كلمة لموضوع الأساتذة!
كان نائب مقاطعة الركيز محمد الامين الشيخ على موعد مع التاريخ مرة أخرى فبدل التطرق إلى ضحايا "التلقيح" في مقاطعته ومطالبته بمعاقبة الجناة بحق "فلذات" أكباد نساء الركيز صبَّ جام غضبه على الأساتذة واتهمهم بالعنف وكأن عنف إبرة التلقيح السامة لا يعنيه !
لقد استهان النائب "الدكتور" بساكنة الركيز بل والوطن أجمع بسكوته على قتل براعمه كما خذل الركيز في حرمانه من نائبثالث لخشيته من صعود نائب ليس على شاكلته ممن يتحكم فيهم.. اتهم ولد الشيخ الأساتذة بجميع التهم التي كالها لهم زورا ولد باهية ظناَ منه أنه بصوته الجهوري يمكن أن يرهب الأساتذة أويفتَ في عضدهم أويستفزهم بقطع الراتب وهو ما تأقلموا معه في ظل "حكومة الفقراء" متناسيا أنهم أبناء حرائر وأن الحرة تموت ولا تأكل من ثديها وأن هذا الشبل من ذلك الفرس!
وكأن احتقار الأساتذة أصبح موضة ينال صاحبها حظوة عن الدولة والمجتمع
خلال تلك الجلسة اتهم ولد باهية الأساتذة بأنهم خريجوا مدرسة فكرية تحرض على الحقد والكراهية والعنف وأنهم لا يحترمون أساتذتهم في الجامعة و يحتقرون من له الفضل عليهم متناسيا وهو من يعلم جيدا التمايز الفكري بينهم وأنهم ليسوا من جهة سياسية واحدة ففيهم من هو من "تواصل" وفيهم من ينحوا نحو الأغلبية وينشط في uprوفيهم من يناضل في التكتل وفيهم من تجتذبه "المعاهدة" وينشط في "التحالف" و "الصواب" ولعل القاسم المشترك بينهم جميعا هوالتميز في الأداء كما أنهم نشطاء في النقابة المستقلة SIPESوشاركوا جميعهم في الإضراب العام الماضي باستثناء الأستاذ يعقوب ولد البشير صاحب "الملاسنة" المشهورة مع ولد باهية حين زار وادان يوم شارك في مهرجان المدن القديمة مطلع العام المنصرم.
لقد لمست من خلال كلام الوزير نية مبيتة لإهانة أساتذة التعليم الثانوي شعورا منه "بالفوقية" تجاههم وهو القادم من التعليم الثانوي قبل أن تسعفه الأقدار ليصبح أستاذا جامعيا ليختاره الجنرال لتنفيذ آخر وصايا الرئيس التونسي المخلوع "زين العابدين بن على" بتعيينه وزيرا للدولة على ثلاثة وزراء مارس عليهم من الرق التنفيذي والإداري وأنواع الاحتقار ما لم تشهده القرون الوسطي في حق الإماء والعبيد .. وهو ما يحاول "عبثا" تجريبه في "أساتذة" موريتانيا الأفاضل.
أخيرا إن لم تقم الأطراف الفاعلة في الحقل التعليمي {الطلاب..الأساتذة..المعلمين...} وكل من للأساتذة فضل عليه -وما أكثرهم- بهبّة جماهيرية وشعبية "تطوعية" لمؤازرة خيرة الأساتذة والوقوف إلى جانبهم في مواجهة الظلم والتنكيل وكيل التهم جزافا فإننا جميعا مسؤولون عن التلاعب بمستقبل الأجيال و الدّوس على الكرامة واحتقار قادة المشعل العلمي الوضّاء..
عبد الله ولد الصافي أخليفة
طالب جامعي
09/01/2013