عادة ما تلجأ الحكومات إلى الحوار إما لكونها صادقة مع نفسها وشعبها ..وإما إلهاءا للرأي العام عن قضاياه اليومية الاكثر إلحاحا فلا حاجة لتوصيف السلطة فى هذه الحالة بانها تحكم لتحاور او تحاور لتحكم ! مع أن الأخير سيء وقد مرغ تاريخنا ففى ايام معاوية أقيمت عدة تظاهرات حوارية اتضح فيما بعد انها كانت من اجل توزيع الاراضى الزراعية ..فى اترارزة وغيرها على مقربين وإقراضهم من البنك المرحوم UBD حتى يلتحق به فيما بعد صنوه BNM وصندوق القرض الزراعى ثم'اسمار" إلى غير ذلك من مؤسسات الدولة التى افلست عنوة او صودرت عن طريق البيع بدون مناقصة قانونية او تمت تصفيتها ومرارة التجارب لاتتوقف عند هذا الحد.. فقد اطلق الرئيس ولد عبد العزيز مبادرته حول حوار وطني كان من اهدافها تعديل للدستور مثير للجدل لكن الأمَرْ هو ما ذهب تحت طاولة الحوار من ثروات مثل ما طالبت به شركة هوندونج وغيرها..
ليس هذا فقط هو ابرز مساوئ الحوار عندنا فقد كانت اروقة السلطة فى ظل الحوار ساحة لتدبير الانقلابات !
حدث ذلك ايام كان حزب الشعب يطلق حواره مع الكادحين ،فقدكانت اروقة السلطة ساحة لنادى الانقلاب مدنيّه وعسكريّه . وعندما اطلق الحزب الجمهورى حواره مع بعض الاحزاب حزب ولد مولود مثلا وحزب التحالف كان ذلك غطاء امنيا لتدبير عدة انقلابات ..فلسنا بحاجة الى طرح اسئلة حول الحوارات لانها إما من اجل إلهاء الناس عن امور ذات صلة بقضايا يومهم ..اوتمهيد للتخلص من راس النظام .. ذاك ماتحيل إليه التجارب السابقة وهو مايعنى انه لا عودة لعقارب الساعة الى الوراء فلا سبيل إلى الانقلابات لأنها مرفوضة شعبيا ..لكن هل من سبيل الى انتصار السلطة على ذاتها ؟
اي هل من سبيل الى ولوج الرئيس فيما تبقى من ماموريته الى المشروع الذى اعلن عنه خلال حملته دون اللجوء الى أي حوار؟
ألا و هو مشروع(الجنرال مارشال ) وهل يستطيع ان يلج إليه بادواته السياسية الحالية المترهلة؟ :حزب متهالك ..متوارث من شظايا الحزب الجمهورى وعادل والتكتل بدون أي مشروع سياسى متكامل فضلا عن كونه يستمد مرجعيته من افراد يتصاغر شانهم كلما أخضعو لتجربة الخروج من الازمات !لايتناهون عن منكر فعلوه ) بعضهم يقر على نفسه بالتحايل والبعض الآخر يطلب المزيد !!ذلك ما اوحت به التسريبات ..
اما البعض الآخر فيضع الموارد البشرية لهذا الشعب فى مهب الريح بقراراته الارتجالية التى لاتخضع لاي منطق فلايمكن "للتدويليين" ان ينبحو فى وجوه ابنائهم : "تحديد سن الباكلوريا فى العالم كله " كم لايمكنهم ان يطفئو نور الله الذى امر بطلب العلم بالقول بان العالم يحدد سن كل الجامعات ..نعم هناك تحديد للسن غير مطلق فى بعض التخصصات هل يمكن لهؤلاء ان يساهمو فى مشروع مارشال .
وهل يمكن لمن يطلق المسابقات لينجح فيها من لم يقبل ملفه اصلا أن يكون اداة لمشروع عملاق كهو ؟
لا يمكن لمن دأبو على ايقاف عقارب الساعة أن يكسبو معركة تنموية كانت او سياسية !
الوقت الذى قدم فيه الجنرال مارشال مشروعه كان بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها بقليل ! يونيو 1947
وبما أن الجنرال مارشال أحد ادوات تدمير اوربا حيث كان قائدا لهيئة الاركان الامريكية خلال الحرب فلم يمنعه ذلك من الاقلاع من التدمير الى البناء .."كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا".
ها انتم تأبون الا ان تكونو طليعة لواقع البناء فمن كانت لديه القدرة على أن يكون جزءا من التطلع الى البناء فأهلا ومن لايزال يقدس معاول الدمار فلا تتركوه "يذهب إلى اهله يتمطى "
لايمكن ان يكون مشروع عملاق كهذا بادوات الزينة و 'الموزييك " وإلا فإنه سيتحول من مشروع الجنرال جون مارشال إلى ما قبل مشروع قمة فيرساي
البناء يتطلب ان نحدد مواقع الخراب التى هي :
فى انواكشوط عطش وظلام وغياب امن ومظلميات لا تحصى
- معاناة الطلاب من اكبر ملفات واقع الدمار..
- غياب البنى التحتية لكل مؤسسات التعليم... بطالة قاتلة خاصة فى اوساط الشباب..
-سخط شعبى عام تغذيه الاوساط المتضررة من مشروع الاصلاح .
- فى انواذيبو إتلاف مدمر للثروة السمكية عبرت عنه اطراف سياسية (التكتل)يتمثل فى شركات يجب أخضاع اتفاقياتها للمراجعة إن لم نقل لتاميم إلى جانب تراكم نفس المستحقات فى انواكشوط.
ولكن ماذافى داخل البلاد ؟ ماذا؟
آدواب حالهم يكفى عن سؤالهم نساء مازلن يحتطبن لتامين الطاقة لتغذية اسرهن
لا ينتظرن مفقودا ولا يحتضن موجود ا
لا اسواق
لامراكز صحية لا سيارة إسعاف واحدة
لاطريق معبد واحد
شاما المدارس - إن وجدت - فحدث عن سوء حالها ولاحرج !
تجرك عربات الحمير أنت وطفلك الصابر قبل ان يثاب عل الصبر فلاتكاد تصل الى اقرب مدينة
-التجمعات نفسها مزاجية ، ارتجالية لاتخضع لاي مقياس عمرانى وعن حال آدواب لايختلف كثيرا حال لگصور والحواضر الا بقدرماتتيحه نسائم خيرين قادمين من الدول الخليجية او مسحة قادمة من عمالة بعض ابناء لگصور فى بعض الدول الاوربية !
هل تعتقد ياسيادة الرئيس ان هذا المجال السكانى بحاجة اليكم ..إلى مشروع مارشال الذى اعلنت عنه بنفسك
حان وقت الاقلاع لاتبحث الا عن الادوات اما الخراب فإنه يناديك وعقارب الساعة لاتنتظر ...