نحن لا نصنع الاحداث لكننا نستثمر من اخطاء الاخرين....فعل الرئيس محمد الغزوانى حسنا عندما اختار اول حكومة غالبية وزرائها من التكنوقراط ،هذه الو جاهه فى التصرف تأخذ شرعيتها من ايجابية حكومة التكنوقراط على اثر التنمية عموما..اذ تعرف الحكومة التكنوقراطيه فى ادبيات التنمية البشرية بأنها الاختيار على مبدأ الجداره والكفاءة فى انتقاء الوزراء عكس مفهوم المحاصصه الذى يحال مفهومها الى تقسيم غنائم الدوله بين الفئات والأحزاب الممثله فى الحكومة.
رحم الله سيد ولد الشيخ عبد الله الذى وصل السلطة تكنوقراطيا، وعند تشكيله اول حكومة اختارها على اساس المحاصصه مما شوه تلك المرحله وأعاق عملها وأصبح النظام نفسه يعيش برأسين ، عدم الانسجام هذا كان من البديهى معه ان لا يعمر نظامه طويلا ،وقادنا التيه بعد تلك الفترة الى عشرية لم ترحم كبيرا ولا صغيرا.
وفى العراق ولبنان اوصلت حكومة المحاصصه الدولتين الى نفق مسدود نتيجة لعجز الحكومة عن تجاوز الازمات المستشرية ، وذالك بسبب الفساد وقد ادت هذه الحاله الى فشل الوزير الاول العراقى محمد توفيق علاوى فى تشكيل حكومته ، وأوصلت تلك المخرجات العراق الى وضع لايطاق ، لدرجة ان معارضى نظام صدام حسين السابقون اصبحوا يتمنون ان ينهض صدام من قبره ليحكم العراق من جديد....وهو نفس الوضع الذى يعيشه لبنان حاليا حين عجزت حكومة المحاصصه الطائفيه من الوصول الى حلول لانتشال اقتصادها المنهار ، مما جعل للبنانيين يطالبون بحكومة تكنوقراطية بديله.
وفى تونس- الياسمين - والتى يتعلق امرها برجل خارج الطبقه السياسيه، وليست لديه اي قاعده حزبيه هو الرئيس التكنوقراطى قيس اسعيد الذي فاز فى الانتخابات الرئاسيه بنسبة 72% من الاصوات ، لكن الرئيس اسعيد ارغمه النظام البرلماني السيئ السمعه على تشكيل حكومة محاصصه من فصائل غير متجانسة..حزب النهضه والقوميين واليسار،ومع ذالك فقد فشل الوزير الاول التونسي الياس الفخاخ فى تشكيل حكومته نتيجة الشلل الذي اصاب عمل الحكومة التى لم تستمر اكثر من خمسة اشهر.
والغريب ان الولايات المتحدة الامريكية الدوله الاقدم ديموقراطية ، وأكثرها اعراقا ، لاتعتمد فى اختيار وزرائها إلا على اساس الكفاءة والخبرة المهنية.
والدرس الاكثر اثارة واستدلالا فى هذ المجال هو الحكومة الموريتانيه الحاليه برئاسة الوزير الاول محمد ولد بلال – والمعروف عند من عايشوه بالمهنية وبالاستقامة ، ان ابرز وزراء حكومته وأكثرهم نجاحا وحيوية فى قطاعاتهم هم وزراء من فصيل التكنوقراط.
أتركوا السياسة للسياسين...وأتركوا تسيير الدوله للمجتهدين.