بكل آيات التعازي أتقدم إلى أسرة الراحل با أمبارى رئيس مجلس الشيوخ وإلى أعضاء مجلس اليوخ والشعب المورتاني راجيا من الله العلي القديرأن يتغمد القيد بواسع رحمته ويدخله فيسح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان .
هذه هي الحياة ... طريق طويل ومزدحم نموج فيه زحفا ،وهرولة، وجريا وسرعان ما نقع دون سابق انذار.. نخرج من السباق.. ويستأثر بينا الاستسلام لضيف الحياة الذي يزو لمرة واحدة؛ راحلا بنا في حزن لن يتعود عليه الإنسان.. يتجدد كل لحظة في أسرة وحي وبلد .
يرحل الأناس العاديون فتبكيهم أرحاهم وجيرانهم .. ويختفي الأعلام والمشاهير فتبكي معارفهم ويتأثر للمصاب من رآهم أو سمع عنهم.
في رحم كبير هو الوطن تذوب الخلافات وتندثر المآخذ لحظة الفاجعة ... أحيانا يجمع الموت بالأحياء حيث ضاقت عقولهم وتنافرت مواقفهم.
رحيل المغفور له رئيس مجلس الشيوغ با أمبارى إلى جوار ربه اليوم يعني اختفاء واحد من العقول الراجحة والهادئة في بلادنا .فهو أحد الرجال القلائل في هذه البلام الذي وهبهم الله حكمة صانوا بها مودة من خالفهم.
من جهة أخرى فإن هذا الرجل واحد من قلائل رجال السياسية الذين لم أقابلهم في موريتانيا ...لكني راقبت مواقفه عن كثب.. وسمعت مايروى معارفه عنه من رجاحة عقلوعمق رؤية.
شهادة واحدة يمكنني أن أسطرها في هذا اليوم الذي رحل عنا فيه الرئيس با أمبارى ،فقد حكى لي أحد مدراء الصحف اليومية الصادرة بالفرنسية في نواكشوط-،وذلك قبل عامين - أن أكثر ما يعجبه في رئيس مجلس الشيوخ با أمباري هو أنه حين يعود لموريتانيا من أسفاره في الخارج فإنه يتعقب الصحف الصادرة فترة غيابه ليطلع بنفسه عن ما صدر فيها .. وبأنه لا ييتردد في الاتصال بصحيفة لطلب عدد سابق في حالة ما لم يحصل عليه عند سكرتيه الذي يشدد عليه بجمع كل ما يصدر فترة غيابه.
رحم الله با أمبارى .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
