تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وأثرها على العملية التربوية / محمد سالم حبيب

في مقال سابق بعنوان الطريق إلى المدرسة الرقمية، ذكًرت بالمثل: "رب ضارة نافعة".

وذلك في سياق أن جائحة الكوفيد، دفعتنا للاستيقاظ من سباتنا العميق ونبهتنا على أهمية استغلال التقنيات الجديدة، كمساعد أو بديل عن التعليم الصفي الذي لم يعد متاحا أداؤه حينها في ظل تلك الجائحة.

والحقيقة أن ألأمر أبعد من ذلك، إذ أن مسألة الأخذ بتكنولوجيا المعلومات وإدماجها في الحقل التربوي، على الأقل كوسائل تعليمية، مسألة أخذت بها معظم المنظومات التربوية في العالم، إن لم تكن كلها تقريبا.

إن هذه العملية المسماة "دمج تقنيات الإعلام والاتصال في تعليمنا" مسألة ينبغي إعطاؤها ما تستحق من عناية.

لقد أضحت خيارا استراتيجيا لامناص منه، خصوصا في ظل الثورة الرقمية التي طغت على ممارساتنا اليومية.

ولن أكون مبالغا، إن قلت إن مهارات أطفال اليوم في التعاطي مع بعص التطبيقات يفوق كثيرا تعامل الراشدين معها.

والأمر لا يقتصر هنا على طغيان تلك الرقمنة في حياتنا اليومية فحسب، بل أيضا بما لوحظ لها من مزايا جمة حال دمجها في قطاع التعليم، نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

- تحسين عملية التعليم والتعلم

- تحسين جودة التعليم وسهولة الوصول إليه

- تحسين بيئة التعلم.

- زيادة دافعية التعلم.

- تعزيز الأداء الأكاديمي.

لقد وعت وزارة التعليم أخيرا الدرس، فنهجت منحى تسعى من خلاله لاستغلال أمثل وفي محله لكل تلك التقنيات، بما يعود بالنفع سواء على مستوى المرفق وحسن تسيير مصادره البشرية، كما هو شأن نظام SIGE، أو على مستوى التعاطي التربوي متمثلا في تبني منصة تفاعلية، تمكن من الاستفادة ما أمكن في هذا المجال.

مستغلين  ما تم إنتاجه من حلقات في الإذاعة والتلفزة المدرستين، كتغذية أولية لهذه المنصة.

تجربة بدأت بالانتشار الأفقي في مختلف المرافق التعليمية الكبرى، والمؤشرات تدل أن الحبل على الجرار،

ويبدو أن القيمين على العملية التربوية ذهبوا أبعد من ذلك في هذا المجال كمؤشر على القناعة بأهمية هذا الموضوع، حين استحدثوا مادة، تم إدخالها في البرامج والمناهج الجديدة لمدارس تكوين المعلمين كمادة مستقلة بذاتها، سميت التربية الرقمية (ت.ر) Pédagogie Numerique(P.N) منتهزين فرصة إعادة كتابة ومراجعة برامج هذه المدارس، لدمج هذه المادة.

لا على أساس مسار لإعادة هيكلة هذه المدارس وتحسين مخرجاتها فحسب، بل أيضا بالحرص على الاستفادة من هذه التقنيات التي يعتبر الأخذ بها مسأله حاسمة في تطوير وجودة ونوعية التكوين الأولي.

وهنا أدعو القيمين على مدارس تكوين المعلمين، إلى ضرورة اقتناء منصة رقمية، تتقاسم المدارس الأربع تغذيتها، والتفاعل من خلالها مع طلابها.

على أن يستفيد المشرفون على هذا العمل من تكوينات وتدريبات مكثفة تمكنهم من تسيير أمثل لهذه المنصة المرتقبة حال اقتنائها، بشكل ينعكس على قدرتهم الإيجابية في تصميم خبرات تعلم فعالة، ذات معنى وترتبط بالممارسات العملية الواقعية المركزة على التلميذ المعلم كشريك في تكوين المعلومات من خلال هندسة تكوين في بيئة تعلمية محفزة ونشطة وتعاونية بما يلبي الحاجات المتزايدة للتلاميذ المعلمين المقبلين على تحديات الميدان. 

خطوة يفرضها حداثة المسار عندنا، والتطور المتسارع لهذه التقنيات، التي قطع فيها العالم أشواطا متقدمة، يجعل من مواكبتنا لها أمرا من الصعوبة بمكان، إن لم نجابهها بخطة طموحة تمكن من اللحاق والمسايرة ما أمكن لهذا التوجه.

8. فبراير 2021 - 15:34

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا