فى مجتمع لم يتمرن بعد بما فيه الكفاية على التناوب السلمي على السلطة وقيام المؤسسات بأدوارها، رغم أن نٌخبه تعي ضرورة الديمقراطية فى بناء الدولة ومؤسساتها بعيدا عن حكم الفرد وما فيه من غواية وتخبط، يتحدث البعض عن أزمة هنا وهناك؟؟ وفى الحقيقة ليس هنالك أزمة بقدر ما هناك جو من الهدوء والانفتاح لم نتعوده بعد ..
ما كان حكم الفرد يوما جاذبا لأولي الفطنة والبصيرة ولا المثل الأعلى الذي تطمح له النفوس السوية أحرى أن تحن له وتندبه، العقلاء فى أي حقبة ينظرون للمستقبل بطموح لا تؤثر فيه الخلافات فى التصور ولا الوسائل بل تركز على الهدف المشترك الذي يسمح ببناء مؤسسات تتيح لكل من انتخبه الشعب أن يحكم وفق برنامجه وأهدافه مع تقدير واعتبار للمخالف والتشاور معه فى القضايا الكبرى :
رأي الجماعة لا تشقي البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
انتخب الشعب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزاوني و يتنظر منه الكثير من الإنجاز ويتملكه طموح لأن يرى برنامج "تعهداتي" واقعا معاشا فى كل المجالات: الصحة_ التعليم_ الاقتصاد_ ترسيخ الديمقراطية
لقد بدأ الرئيس فى تطبيق برنامجه فى أول يوم يستلم مهامه بشكل رسمي فاستدعى رؤساء الأحزاب والشخصيات الوطنية راسما بذلك لوحة للرئيس الذي يفتح قلبه لكل الفرقاء مدركا أن الاختلاف فى وجهات النظر ما كان يوما عامل فرقة إلا لمن لا يرى إلا ذاته ولا يريد للوطن أن يستفيد من جميع أبناءه رأيا ومشورة حتى ولو لم ينتخبهم الشعب.
البلد خارج لتوه من أزمة سياسية بين المعارضة ومن يحكم، أزمة رسخها الجفاء وأشعل نيرانها التخوين وضربت جذورها عشر سنوات تستفحل إلى أن دخلت البلاد فى انتخابات يرى كل منصف أنها منحت البلد فرصة للبناء والإستقرار.
على المستويات الخدمية والاقتصادية بدأ الرئيس فى تطبيق برنامجه رغم الظروف التي يمر بها العالم جراء كوفيد19 وحقق نسبة معتبرة من طموح الشعب رغم أن الطموح لا حدود له وهو طموح مشروع لشعب يستحق ورئيس بحجم الطموحات المنتظرة
أزمة سياسية.......... ؟؟
تعني الأزمة السياسية فى بعض معانيها ودلالاتها المصطلحية (وجود نقطة تحول فى الأحداث الجارية أو موقف يهدد النظام القائم فى وجوده مما يستدعي التدخل الفوري لمنع التدهور)، هل نحن أمام وضع مشابه للمعنى المصطلحي للأزمة السياسية؟ أعتقد جازما أننا بعيدون كل البعد من وجود بوادر أزمة سياسية أحرى توفر شروطها لتكون، لا توجد أزمة سياسية إلا فى أذهان من يطلقون الكلام مرسلا دون النظر فى دلالاته ولا إدراك لمقاصده أو من يرون بعض الأمور تسير بشكل مؤسساتي قد لا يصب فى صالحهم وهم فى هذه الحالة يستدعون وجدود أزمة سياسية تشبثا بخيط وإن كان واهيا لإنقاذهم .
عودنا البعض على أن يطلق "الأزمة السياسية" على كل ما لا ينسجم مع تصوره الشخصي أو موقفه الحزبي وقد يكون معذورا فهو فى نظام يعبر فيه الكل عن رأيه وإن كان ليس له من الحق نصيب .
يلمح البعض على ضعف النظام وهو لا يدرك أن اللين لا يعني الضعف والتنمر لا يعني القوة، قوة هذا النظام تظهر فى قوة مؤسساته وفصل بعضها عن البعض وهذه رسالة واضحة أننا فى نظام لا يتغول فيه الفرد على المؤسسات بل يعمل تحت
إمرتها ويتصرف وفق قوانينها ويحاسب بالقانون.... هذه دولة القانون كما ننشد لا حكم الفرد كما يريد البعض.
فى بعض النقاشات حول قوة المؤسسات وقيامها بأدوارها فى عهد هذا النظام مازحت بعض أصدقائي المعارضين، فقلت له: لو كان مرشحكم نجح ووجد أمامه حجم التحديات التي يعالج هذا النظام لكنتم الآن فى مسيرة للكشف عن مكان إعتقال مرشحكم .
التحديات صعبة والبلد يحتاج كل أبناءه المخلصين فلا تستعجلوا حصاد بذور فى أرضية تحتاج الاستصلاح وجرد النباتات الضارة .... العمل بدأ منذ فترة وكلما تحدث البعض عن "أزمة سياسية" فاعلموا أنه يشكو ألم جرد نباتات طفيلية تعود الاقتيات عليها