المتأمل المتمتع بحد كَفَافٍ من الإنصاف لما انصرم من خمسية ما بعد التداول السياسي على السلطة مستنتج أن مدارك الاستقرار السياسي الأربعة قد غُرِسَتْ و تجَذَّرَتْ وأن أي سخونة على "الترمومتر الإعلامي"قد يراها البعض "واقعية،منفوخة أو مصغرة" هي حادث عَرَضِيًّ يصنف فى خانة "المتفرقات"؛و للتذكير فمدارك الاستقرار السياسي عموما هي:
١-علاقة اعتيادية بين شركاء (لا فرقاء)المشهد السياسي و أعتقد أن العلاقة جد اعتيادية بل "شبه توافقية"بين الشركاء السياسيين حاليا و لرأس النظام فى ذلك دور مشهود كما لزعماء المعارضة أيضا دور محمود؛
٢-القبول الاجتماعي:لا مراء بأن "كتلة الإجراءات الاجتماعية"الموجهة للفقراء و الطبقة المتوسطة ،بعضها غير مسبوق فى حجمه(مضاعفة معاشات المتقاعدين،التأمين الصحي المجاني ل30%من السكان،توزيع إعانات مالية لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة،خلق عشرات فرص العمل بقطاع التنقيب التقليدي و شبه الصناعي عن الذهب،...
أما ما هو ملاحظ من ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية فهو عائد لظروف "خارج الحدود"و قد اتخذت الحكومة إجراءات للتخفيف من "صدمة الأسعار"متوقعٌ أن تؤتي أكلها و مطلوب أن يكون ذلك سريعا،مستديما و يحظى بإعلام و إشهار واسع لطمأنة الناس و صد الشائعات غير الأمينة ؛
٣-الرؤية و الأمل التنموي المنظور:رغم جائحة كورونا فإن "بركة ما بعد الحائحة" تبدو مشجعة و خطة الانتعاش الاقتصادي و أفق استغلال الغاز الطبيعي المتواجد بكثرة و التركيز على الزراعة و التنمية الحيوانية و الصيد و التعدين التقليدي كل تلك مؤشرات على غد اقتصادي أفضل هو لكل ناظر منصف قريبٌ إن شاء الله.
٤-العلاقات الدولية و الإقليمية المتوازنة: تميز العام و نصف العام مما تلا التداول السلمي على السلطة بتوطيد علاقات متوازنة مع الشركاء الإقليميين و الدوليين مما يطمئن على تأمين البلد و تحصينه من احتمال تدخل غير إيجابي لأي طرف أجنبي مصنف أو غير مصنف.