الفيس بوك الموريتاني: بين مطرقة الملل وسندان الفشل/ محفوظ ولد أجواد

محفوظ ولد أجواد مع بداية الربيع العربي بدء الشباب الموريتاني يهتم كغيره من الشباب تأثرا أو محاكاتاً بوسائل التفاعل الإجتماعي الجديدة كا ” الفيس بوك و تويتر ” وهو تأثر من الناحية الواقعية منطقي جدا وله مايبرره في ظل تنامي دور هذه الوسائط المشهود وكونها اصبحت ملجئ الشاب العربي

 الحالم بغد افضل ، وبعيدا عن المزايدات التي قد تطبع البعض حين يحاول طرق مثل هذه المواضع المهمة لمالها من تأثير إجابي او سلبي حسب إستخدامها سأحاول من خلال هذه التدونة سرد بعض الملاحظات على شباب ” الفيس بوك الموريتاني ” والتي اتمنى من الإخوة والأخوات المدوينين والمدونات تعميقها وإثرائها بما يناسب حجم هذا الوافد الذي لاإختلاف في أهميته وتأثيره على الفرد والمجتمع . فبعد قرابة ثلاثة أعوام من إستخدام ” الفيس بوك ” ومسايرته مسايرة حقيقية مع تطلع دائم ومتابعة دقيقة لتفاعل أشقائنا الشباب في بقية الدول العربية وانشطتهم وعلى ” الفيس بوك ” خرجت بمجموعة ملاحظات على ” المدونين الموريتانين ” أو ” الفيس بوكين الموريتانين ” أو ” الشباب الموريتاني على الفيس بوك ” فلامشاحة في الإصطلاح ومن ابرز تلك الملاحظات : - غياب القضية : فالمتتبع لماينشره “المدونون ” الموريتانيون على ” الفيس بوك ” يلاحظ غياب قضية مركزية يجتمع عليها ممن المفترض انهم نخبة هذا البلد أو على الأقل جزء من نخبته ؛ فأغلب المناشير إما صراع بين أقطاب سياسية أو فكرية أو أيديولوجية وهو -ماتجاوزه زملائنا الشباب على الأقل في بلاد الربيع العربي حتى ازالو عن كواهل شعوبهم حكم الطغاة – وهو مانرزخ فيه نحن للأسف ومن خلاله نكرس النظرية السائدة عنا وهي زراعة التخلف وتنمية الحقد والكراهية ! - كل يغني على ليلاه !: وهي ظاهرة غريبة ترتبط إلى حد بعيد بسابقتها وتغذيها فمع غياب القضية المركزية التي ينبغي أن تكون موجودة بات كل ” فيس بوكي موريتاني ” له قضيته الخاصة وأحيانا تكون شخصية الى حد بعيد لاتنفع الناس ولاتمكث في الأرض ! مدون لاهم له سوى قصصه اليومية وآخر يعيش بطولات ” عنترة ” وعشق ” عبلة ” وأحلام “المتنبي ” وفروسية “أمرء القيس ” في شخصنة تجاوزها الطرح الشبابي ولم يعد يسمح بها الظرف الزماني ؛ حتى أن بعض المدونين أصبحنا نعيش معه لحظات شربه للشاي ! وتناوله وجبة الغداء واصبحنا نعرف متى ينتهي رصيد هاتفه الخلوي ومتى توشك بطاقة تزويد حاسوبه على الإنتهاء واصبحت ساحة ” الفيس بوك الموريتاني ” مسرحا لتحديد موعد الأعراس والأمور الخاصة لابل وحيزا لمسابقات الجمال الخاصة بالرجال !! وكل هذه الأشياء دونية لاتليق بحملة مشعل بناء الوطن اياكانت مشاربهم وتوجهاتهم . سوقية المواضيع : تجوب ” الفيس بوك ” من كل جوانبه فتجد المواضيع المهمة التي تمس هموم الناس وتلامس حياتهم اليومية لاتجد من يهتم بها ولامن يعلق عليها وكأن أصحابها المساكين لم يمسهم الضر ولم يظلموا في وطنهم ويغيبوا في ثنياه وهو لعمري أمر غريب ومستهجن ! في المقابل تجد من اتخذت إسما مستعار ووضعت صورة مستعارة تكتب على حائطها \ ههههههه \ فتأتيها التعاليق من كل حدب وصوب متسائلة عن سبب ضحك هذه الفتاة المجهولة تارة وتارة أخرى متمنين لها السعادة ! ومما حز في قلبي وزاد اسفي عل شباب بلادي انه في يوم من ايام رمضان وفي إحدى المجموعات المشهورة قامت إحداهن أو على الأصح أحدهن بوضع ثلاث -هائات – وبعد اقل من خمسة عشر دقيقة انهالت عليه من التعاليق والإعجابات ماجعله يقول للمعلقين والمعجبين انا رجل ايها الصائمون !! توقفت التعاليق ورفعت الاقلام ! لماذا هذا الهوس والضياع ياشباب بلادي ؟ هل هذا ماتريده منكم شنقيط المنارة والرباط شنقيط العلم والعلماء ؟؟؟! نقل لواقع البيوت : حين تتصفح جدران ” الفيس بوكين الموريتانين ” تجد واقع البيوت السيئ تم نقله فهذا يجامل هذا وهذه تجامل هذا وهذا امبراطور الفيس ! وتلك سيدته الاولى ! وذلك الوزير الأول ! وتلك وزيرة الخارجية ! في ترسيخ للألقاب والأسماء التي ماانزل الله بها من سلطان وفلانة غاضبة لان فلان علق لها تعليق لايعجبها وفلان يتباكى على جدار فلانة علها تسعفه بتعليق !! وكأنك في أحد صالونات انواكشوط حيث تحكي زوجة أحد الوزراء ماسرب لها الوزير البارحة !! وهي أمور غريبة من نخبة إن لم تكن ” تخمة البلد !” صناعة المجاهيل : وهي حقيقة شئنا ام ابينا فقد صنع ” الفيس بوك ” الكثير من الظواهر الإفتراضية والكتاب الإفتراضين والشعراء الإفتراضين ولكن العيب ليس صناعة المجاهيل أو على الأقل إكتشاف مواهب من غيبهم الإعلام بقدر ماهو ماذا سيفعل هؤلاء المجاهيل بعد صناعتهم ؟ أو هذه المواهب بعد إكتشافها ؟هل سيوصلون رسالة تنفع أمتهم ؟ وهل سيمدون يد العون لشعبهم المغلوب على أمره ؟ ام انهم عبارة عن صناعة صنية لاتمكث أكثر من ايام وهي متماسكة ثم تظهر على حقيقتها غثاء كغثاء السيل . ويعلم الله اننا لو وجدنا هؤلاء المحللين في سوح النضال ايام 25 فبرايرلكان نظام القمع هذا لحق بزملائه ولكنهم ظواهر فيسبوكية عابرة تقول اكثر مماتفعل طبع على قلوبها حب تسجيل الإعجابات والتعاليق من لدن من هم اشبه بشيعة يتلمسون طريق ” الحسين ” في كربلاء يضربون انفسهم بحبال من حديد لاينبتون ولايثمرون ! حتى صنعوا لنا متكبرين ومتعجرفين يظنون ” الفيس بوك ” قطعة أرضية يملكونها أو ورثوها من عند آبائهم فهذا يأمر وذلك ينهي وهذا يؤسس لجمهوريته العاشرة وآخر يهاجم وينتقد ! وكل ذلك تحت حماية قانون واحد أشبه مايكون بقانون ” الغاب ” عنوانه – مدون – أو على الأصح “مدَونْ”! دعــــــــــــــــوة: ويعلم الله اني صادق فيهافقد صرت اتمنى ذلك اليوم الذي أشاهد فيه ” الشباب الموريتاني ” يجتمع على قضية مركزية ويختلف على طريقة الوصول اليها فالمهم ان تكون هناك قضية معاشة وهناك شباب يتحمل مسؤولية تلك القضية آن الأوان ان نبتعد عن السذاجة في الطرح والردائة في التفكير والسوقية في طرق المواضيع ، آن الأوان أن نغار من الشباب العربي من حولنا وهو يرسم ملامح فجر عربي جديد سطره بعبق دماء الشهداء والجراح النازفة ورنين سلاسل المتعقلين متأكد من أن هذه الدعوة ستجد قبولا عند الحريصن فقط على وطنهم وعلى كرامتهم وسيلفظها الفارغون ويعتبرونها دعوى جاهلية وسيتجاهلها المجاهيل ولكن القلة القليلة التي ستتلقفها نقدا وتصويبا ستكون بإذن الله بداية لعمل شبابي موريتاني رائد على الفيس بوك يتجاوز كل الهموم ويجد الحلول بإذن الله ويعيد مكانة شنقيط على الأقل إفتراضيا ويبعد عنا الملل المعاش على الفيس بوك الموريتاني والفشل الذي يرصدنا لاقدر الله .

13. يناير 2013 - 14:53

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا