نحزن، كثيرا، عندما نرى من تلطخت أياديهم بالمال الحرام، يتبؤون أعلى المناصب، وتوكل إليهم إدارات مؤسسات كبرى،في حين أن الكفاءة يجب أن تتجسد على أرض الواقع، والسواد الأعظم من بلاد الثروات يعيش بعسر شديد،والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
كيف نوفق بين الرغبة في تجاوز النكبات المعيقة لمسيرتنا النهوضوية، و ،وضع الثقة فيمن أثبتت السنوات الخوالي فشلهم؟
إن جدلية، الإنتماء، الى الأصول العربية، أو الصنهاجية، لا تقدم، في عصر الثورة الرقمية.
قيمة المرء مايتقنه، كثيرون ممن ليسوا من الأحساب والأنساب، خلدهم التاريخ ، وتوارثت الأجيال، أعمالهم الفكرية، والعلمية، ياقوت الحموي، وابن خلدون، والخوارزمي، وكاليلي، وبن سيناء، والإدريسي، وجان جاك روسو، وبن حيان التوحيدي...
أما فيما يخص الخوض في من نحن، عرب، صنهاجة،احراطين، بربر، فإنه متجاوز، لأن عوامل الإنصهار، في بوتقة واحدة، وفي حيز واحد، مترامي الأطراف خلق مجتمعاً واحدا، لغة، وعقيدة، ومذهبا، وبالتالي فإن الهوية الجامعة، تحددها عوامل جغرافية معينة، يستوي فيها الأبيض والأسود...
الكل مهما كانت الإختلافات، يلتقي عند آدم، ولافضل لعربي على غيره إلا بالتقوى، ولكن لا ننسى، الإحتكار، والهيمنة، وتكريس ، فلسفة، التباعد، بين المكون، الواحد، للمستعمر نصيب، ولمن تولوا أمورنا، النصيب الأكبر ،ولنا كمواطنين نصيب من التردي، والتباعد، وتكريس الفوارق الإجتماعية،فالمتعلمون أصلاً،احتكروا المعرفة ،وهذا مخالف للشرع،إنطلاقا من قوله صل الله عليه وسلم، بلغوا عني ولو آية و ،آدوابة مسؤولون عن إنتشار الجهل في أوساطهم لما فتحت فيهم المدارس، قل من يتابع،منهم، ويصبر، على الجوع،حتى يبلغ الهدف، والمستعمر كرس العبودية، والأنظمة المتعاقبة حاربتها بطرق شتى، لكن البرامج التنموية التي أعدت خصيصا لتقريب الهوة بين المكونات الإجتماعية، شابها كثير من الفوضى في التسيير.
وعليه فإن موريتانيا اليوم، ليست موريتانيا الستينات، وآن الأوان أن نواكب عجلة التقدم والنماء،بما أن حملة الشهادات العليا كثر في جميع المكونات .
قوة أي شعب، في قدرته على، تجاوز الصعاب، والعدالة الإجتماعية، وتوزيع الثروة،تركيا، رواندا، ماليزيا، سنغفورة..
لم نقرأ في دواوين الدولة الإسلامية،عن ديوان أسمه، ديوان المشيخة، سواء في عصر الخلفاء الراشدين، أو في عصر الدولة الأموية، أو الدولة العباسية ،ولا حتى في عصر الدولة العثمانية.
مجتمع المدينة، يقول أن المدنية، سلوك، ومشاركة، ومساواة، في توزيع الثروة، وفي تطبيق العدالة الإجتماعية، وفي نبذ الغبن والتهميش والإقصاء، ومحاربة الفساد، محاربة حقيقية.
مجتمع المدينة يقول، أن العصر، عصر الإكتشفات، وتجاوز الأخطاء، ومافشل فيه من قبلنا، يجب أن نتجاوزه...
مجتمع المدينة يقول: إن الإعتماد على الذات، هو القاطرة التى يتسلق منها أي نظام، سلم النجاح ، والتقدم...
مجتمع المدينة يقول: إن البحث العلمي المبني على أسس، وقواعد علمية، لا يعرف التوقف، أما الخوض في وقائع ملغمة، في مجتمع، هش البنية، ضعيف التركبة، والتماسك، رخو، في عصر ملوث،بالصراعات، والصراخ، ويطحنه الفقر والبطالة وتدهور المعيشة، ، في محيط من البراكين المتوهجة، لهو إيقاظ الفتنة بعينها، ،والعمالة لأجندات الماسونية العالمية ...
لنتجاوز، معوقاتنا،والأهداف الكبرى، لن تتحقق، إلا بالإرادة ،والإرادة فقط ،ولكي تتحقق الإرادة، لا بد من، إيذاء من خالفوا المبادئ، والمثل الإنسانية العليا،الحدود قوانين سماوية،وجب تطبيقها على السارق، والزاني، وشارب الخمر ،والقاتل عمدا، ، والقانون الوضعي، لم يوضع اعتباطيا،فالمختلس في فرنسا، الأنوار، لايقل شأنا عن المختلس في كوريا الجنوبية، بالأمس حوكم ساركوزي، هناك، وحكومت رئيسة كوريا الجنوبية في شطر آخر ، وفي تل أبيب، يستجوب بن يامين نتنياهو من حين لآخر، وهو رئيس الوزراء ،بينما ودع الوزير الأول الجزائري السابق وراء القضبان بتهمة الفساد،بينما هرب أحد أفراد الأسرة الحاكمة بإسبانيا بسبب الفساد، لما شعر،بالفضيحة السنة الماضية ،وفي البرازيل حوكم مهندس نهضتها، لولا ديسيلفا، بتهمة الفساد، في الوقت نفسه، انشغل الناس، في موريتانيا ،في تقرير محكمة الحسابات، ولجنة التحقيق البرلمانية ردحا من الزمن، وكادت السماء، تسقط على الأرض من، حجم الفساد والمفسدين،وهول،الموقف، وتغلغل الفساد، في جسم دولة المؤسسات، والمفارقة لاعقوبة حتى الآن، إعادة الثقة في بعضهم، وترشيح بعضهم الآخر، والسكوت عن البعض ...
مجتمع المدينة...مجتمع ألفة، ومحبة، ونقاء، وطهارة، وتطهير من كل الأوباش.
ماعليه القول أن لحظة الألفة ،والتقارب الى حد الوفاق، ونسيان الماضي، وتهدئة الجو، بين الفرقاء السياسيين، مسألة لايعترض عليها، أحد، بل محمدة، وتستحق الدعم، والمؤازرة، في عهد،غزواني، ولكن...من غير المعقول أن تقوى أمم لا تدين، بدين، على تجاوز مشكلاتها الأقتصادية، والإجتماعية، أو التي تدين بديانات مختلفة، وتبقى أمة مسلمة، في عالم أصبحت فيه المعلومة متاحة للجميع، والعين ترى، والأذن تسمع، يجب أن تنتصر الحكمة، ويسود العدل، خاصة في زمن الكوارث، والفوضى الخلاقة.
ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، فإنه من الواجب أن نذكر بحديث الرعية في هذا المقام ..
عن ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ : « ﻛﻠﻜﻢ ﺭَﺍﻉٍ , ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ : ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺭَﺍﻉٍ , ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭَﺍﻉٍ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ , ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭَﺍﻋِﻴَﺔٌ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻭﻟﺪﻩ , ﻓﻜﻠﻜﻢ ﺭﺍَﻉٍ , ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ » . ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ : « ﻛﻠﻜﻢ ﺭَﺍﻉٍ، ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ : ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭَﺍﻉٍ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭَﺍﻉٍ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭَﺍﻋِﻴَﺔٌ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻬَﺎ، ﻭﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺭَﺍﻉٍ ﻓﻲ ﻣﺎﻝ ﺳﻴﺪﻩ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ، ﻓﻜﻠﻜﻢ ﺭَﺍﻉٍ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭَﻋِﻴَّﺘِﻪِ » .
متفق عليه.
الآثار الفرعونية، مازالت قائمة، والمصريون تجاوزا، من أنجز الأهرام ،ونحن، نغوص في هضاب التاريخ، وغذاؤنا مستورد، ودواؤنا كذلك، ونمد أيدينا للآخرين، وما نحن، بحاجة إليهم، إن نحن استغلينا ثرواتنا،أيما استغلال!!!
يتواصل..مجتمع المدينة، والحفريات،لنتجاوز معوقاتنا..