ساعات جميلة عاشها الشباب الحر في العالم يوم 14 يناير 2011، بدء باعتصام التحدي أمام وزارة الداخلية التونسية، مرورا بإذاعة قناة الجزيرة لخبر مغادرة بن علي تونس وانتهاء بصيحات المحامي عبد الناصر العويني الشهيرة "بن علي اهرب"
ولم يكن الشباب وحدهم من فرحوا بل هرم الشيوخ في انتظار تلك اللحظة التاريخية.
كانت فعلا لحظة فارقة في التاريخ صنعها التونسيون بتضحياتهم فأناروا الطريق للشعوب العربية التي هبت من أجل الحرية والعدل والمساواة فتهاوى الطغاة أمامها فمنهم من سقط ومنهم من ينتظر.
كنا في موريتانيا من من هب ولا زال طاغبتنا من من ينتظر فقد خرج الشباب الموريتاني في 25 فبراير 2011، أي بعد شهر ونصف من هروب بن علي، مطالبين بإصلاحات شاملة فقابلهم النظام بالقمع والتنكيل لكن الاحتجاجات لم تتوقف منذ ذلك التاريخ إلى اليوم فقد أصبح تظاهر أصحاب المظالم يوميا في نواكشوط وظهرت حركات مطلبية في مدن كثيرة من الداخل وتعددت إضرابات العمال وبرزت حركات شبابية جديدة وسيرت الأحزاب السياسية مسيرات ضخمة بشعارات الربيع العربي وتحركت النقابات الطلابية في اعتصامات وإضرابات. تهدأ هذه الاحتجاجات في بعض الأحيان لكنها لا تختفي لأنها تعالج فقط بالاستهزاء والقمع وستأتي اللحظة التي تتكامل فيها الجهود لإحداث التغيير المنشود.
14 يناير شكل إذا أملا لنا ولكل الشعوب المضطهدة لذلك نأسف حين تستدعي تونس الثورة لاحتفالاتها بهذه الذكرى رئيسا يحكم شعبه بقوة السلاح ينهب خيراته ويستهزئ بمطالبه.
أستغرب شخصيا من ولد عبد العزيز كيف يذهب لهذه الذكرى وهو آخر من زار بن علي وهو من وقف مع القذافي حتى آخر أيامه وهو من ظل يستهزئ بالثورات العربية فشكك قبل أقل من شهرين أنها حققت شيئا. أستغرب منه كيف يذهب للاحتفال ببداية تساقط عروش الطغاة وهو ما سيطاله لا محالة. أستغرب منه كيف يتهجم على الاستبداد وهو وسيلته الوحيدة للحكم وقد عجز خلال مشاركته الماضية أن ينطق الكلمة إلا بصعوبة بالغة فكيف لمثله أن يحكم بلدا باختيار أهله؟ كيف لمن يُضحك كلامه الصغار أن يقبل به الكبار حاكما لهم ومدبرا لشأنهم إلا إذا كان مستبدا؟
عار على تونس الثورة أن تستضيف المستبدين ..
تاريخ 14 يناير ذكرى يجب أن لا يدنسها الطغاة ..
---
ولد عبد العزيز يشكك أن الثورات العربية حققت شيئا : http://www.youtube.com/watch?v=lGFwaRnEG5s