أربعةُ أشهر تفصلنا عن ختام العام الدراسي و الجامعي (2020-2021) و هي الأشهر التي ينبغي أن يَشُدً فيها الطلاب المَآَزِرَ و يُحِيُوا و "يُبَيِضُوا" الليالي بالمطالعة و المذاكرة و "يُسَوِدُوا" الدفاتر بتسجيل و تكرار حلول التمارين و الواجبات سبيلا إلي الفوز "بالتجاوز الدراسي" و الاحتفال بالتفوق و التألق في الامتحانات الختامية.
و قد دعوتُ مرارا من خلال تدوينات فِسْبُوكِيًةِ إلي اعتبار الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الدراسي ( مارس،إبريل،مايو و يونيو) "أَشْهُرًا حُرُمًا دِرَاسِيًا" وهاأنذا أفصلها من خلال هذا المقال فأقول بأن المقصود أن تُخصص تلك الأشهر "حصريا" لمضاعفة الجهد الدراسي و التعليمي من طرف الطلاب و أن يتم التحريم التام و الاجتناب المطلق لكل "أعداء الدراسة"(علي غرار أعداء الحِرَاثَةِ)كالتلفاز و الألعاب الألكترونية و مباريات الكؤوس الرياضية و جلسات المِراءِ العائلي المفتوحة،...
و إني لأكاد أجزم أنه إذا ما تم ترسيخ ثقافة الأشهر الدراسية الحرم ببلادنا (بعضُ "القِلاَعِ العلمية" الوطنية المشهورة تعتبر كل أشهر العام الدراسي أشهرا حُرُمًا) فإن انعكاساتها سوف تكون عاجلة نافعة مقروءة علي مستوي حجم و عدد الناجحين و ارتفاع معدلات نجاحهم و تفوقهم و تميزهم و يمكن للمقترحات الخمسة التالية أن تشكل "طُعْمَ تفكير" لذوي الاختصاص في التربية و التعليم يُحفز إعداد استراتجية وطنية لترسيخ ثقافة " الأشهر الدراسية الحرم":
أولا-توقيعُ وكلاء التلاميذ علي نموذج ميثاق يُحرم تشغيل التلفاز و الهواتف الذكية و الألعاب الألكترونية بالبيوت و أجزاء المساكن المخصصة لإقامة و دراسة الأطفال خلال الأشهر الحرم ضِفْ إلي ذلك توقيع الطلاب الجامعيين علي تعهد بنفس المعني توفر الجامعة و المعاهد و المدارس العليا نموذجه لدي المصالح المكلفة بشؤون الطلاب؛
ثانيا:تركيزُ النقابات الطلابية الجامعية و النوادي الجامعية الطلابية جهودَها خلال الأشهر المذكورة علي توفير المناخ المناسب لتفرغ الطلاب للدراسة و التحصيل العلمي و خلق جو من "المنافسة العلمية الإيجابية" معززا بآليات " للتضامن الدراسي" تُوفر لغير المتميزين الفرص لتعزيز قدراتهم و ضمان "التجاوز الدراسي"؛
ثالثًا-التزام نقابات الطلاب و المدرسين (معلمين و أساتذة)بعدم توقيف الدروس (الإضراب)خلال الأشهر الحرم و التبويب على ذلك فى النظم الداخلية لنقابات الطلاب و المعلمين و الأساتذة و عمال الإسناد الإداري و الاستعاضة عن الإضراب عن التعلم أو التعليم خلال الأشهر الحرم بوسائل احتجاج و لفت انتباهٍ أخرى لا تؤثر سلبا على المستوى التحصيلي للتلاميذ و يتأكد الأمر فى سنة أكلَ الوباء ثلثها(فصلها)الأول فالمتعين اعتبار كل الأشهر المتبقية حُرُمًا دراسيا؛
ثالثا-الإحياء-ما أمكن- لعادة الاستيقاظ الأسري بالثلث الأخير من الليل و ضمان استيقاظ الطلاب و التلاميذ و مباشرتهم مطالعة و مذاكرة دروسهم و ذلك لما هو متواتر لدي آبائنا الأولين أن " التعليم في السًحَرِ كالنقش في الحجر" و إذا تعزز التعليم في السًحَرِ بدعاء الآباء و الأمهات لأبنائهم "بالفتح المبين" خلال سجود صلوات جوف الليل فَظُنً كل الخير و لا تسأل عن الخبر؛
رابعا-تنافسُ الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني علي توفير "دروس التقوية و تعزيز القدرات" لفائدة التلاميذ و الطلاب عموما خلال الأشهر الحرم(بعض الأحزاب تنظم و تمول دورات متخصصة في هذا المجال).
و لا بد لي هنا من الضغط ملء الكف علي أجراس التنويه إلي أن أجر المنافسة في دعم قدرات التلاميذ و الطلاب يعظم و يضاعف- بِعَشْرَةِ آَلاَفِ المِثْلِ- إذا كان موجها إلي التلاميذ المنحدرين من المناطق التي يقفز إلي ذهني تسميتها اصطلاحا ب: " المناطق ذات الاحتياجيات التعليمية الخاصة"؛
خامسا-إعدادُ المقاهي و المطاعم و النوادي الرياضية و "قاعات الترفيه" و "النوادي الليلية الشرعية"،... لإشعار يُلصق علي الواجهات و يحظي بإشهار واسع يفيد بامتناع تلك الهيآت عن استقبال التلاميذ و الطلاب خلال الأشهر الحرم تشجيعا لهم علي التفرغ للدراسة و التحصيل و تقديرا لأولية و أسبقية التعليم باعتباره صمام أمان ضد "خُمَاسِيِ": الإجرام و الفساد و الإرهاب و الفوضي و الاستبداد.
————————————
*مقال كُتِب و نشر عام 2015أعيد نشره بتصرف خفيف و لطيف.