لا خلاف أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية عانت خلال العقود الماضية من ممارسات جعلت الفساد يتغلغل في هياكل الدولة ويترسخ في بنيتها، بل وصل الحال إلى أن أصبح الفساد إرادة سياسية تتجسد داخل الإدارة عبر ممارسته على أعين الجميع دون وجل ضمير أو خوف رقيب، تجلى ذلك في منح الصفقات على أساس الزبونية وإيثار ذوي القربى بصفقات احتكارية أضحى المواطن هو من يدفع فاتورتها عبر تحمله كلفة الأعباء المعيشية الصعبة مهما لقي في سبيل ذلك من عنت ومشقة.
غير أن بارقة الأمل التي لاحت خلال السنتين الماضيتين من حكم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني جعلت هذا الواقع في انحسار وتراجع، وأصبحت موارد الدولة توجه إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، فتمت زيادة رواتب صغار الموظفين ومضاعفة رواتب المتقاعدين ومنح رواتب شهرية لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة والتكفل بدفع رسوم العمليات الجراحية عالية الكلفة خاصة عمليات القلب المفتوح التي سيتم دفعها عن المرضى الأكثر احتياجا، كما تم ضخ دماء جديدة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والعدل وقوى الأمن والمؤسسة العسكرية عبر فتح باب اكتتاب العاطلين عن العمل من حملة الشهادات. تلك الدماء التي لا شك أن تلك القطاعات كانت في أمس الحاجة إليها.
ثم ما انفكت هموم الحياة المعيشية للمواطنين حاضرة، فتمت مراقبة الأسعار وجرى العمل على وضع كل المواد الأساسية في متناول المواطن مهما كان مستوى دخله ضعيفا عبر تحديد سقف لأسعار المواد الضرورية، وتلك خطوة كان البعض يدرجها في خانة المستحيل.
إن كل ما تحقق من إنجازات في هذه الفترة القياسية يؤكد حقيقة أن الإرادة وحدها هي من تصنع الوقائع على الأرض، وحين تتوفر فكل صعب يهون، وكل قاس يلين، ولا مستحيل أمام من علم أن الشعب جائع فحاول أن يوفر لقمة كريمة له ويضعها في متناوله، وتذكر أنه مريض فسعى أن يوفر له العلاج والطاقم البشري المشرف، وفهم أنه فقير فحرص أن يواسيه بما يسد احتياجاته.
إن الهمة العالية الموجودة عند من يمسكون بزمام أمور البلد اليوم وحسن نيتهم اتجاه المواطن وحرصهم على تحسين ظروفه يوضح أن إرادة العمل الحثيث والجاد هي وحدها القادرة على تغيير حياة الناس إلى الأفضل، وتلك رسالة صارخ صمتها، مفادها أن خدمة المواطنين هي الغاية، وأن أي وسيلة في سبيلها يجب أن تسخر، وأنه لا حدود للطموح في خدمة البلد والحرص على تقدمه. وأن شعار المرحلة الحالية والقادمة هو: بالإرادة والتخطيط يتحقق الإنجاز لبناء موريتانيا المستقبل.