نحتفل اليوم بذكرى الثامن من مارس، وهي مناسبة بداية لأن أهنئ كل السيدات الموريتانيات بهذه المناسبة ذات الطابع الداعي للفرح من حيث هي موسمة باسم عيد، والطابع الداعي حتى لا نقول ل"ترح" لتحفظ على حجم ما تحقق لأن الأعياد السنوية فرصة للتقييم، ومراجعة ما أنجز، وما ينبغي أن يتحقق.
بطبيعة الحال، تحسن وضع المرأة الموريتانية كثيرا على مستوى الإشراك في شؤون التسيير والإدارة والسياسة.
أصبحت المرأة اليوم تتبوأ مناصب قيادية كبيرة، وانتخبت في أكثر من مؤسسة ولا تزال تبرهن على أنها أهلا لكل مسؤولية أوكلت إليها.
من الواضح للكل أن تجربة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط بقيادة السيدة فاطمة بنت عبد المالك تعكس مدى جدارة المرأة، ومدى استحقاقها لأن تتولى أعلى المناصب.
يقدم المجلس خدمات تلامس واقع وحياة المواطنين، ومن خلال عمله كهيئة انتخابية تمكن المراهنة على أن البصمة النسوية جعلته يتفوق على نظرائه من المجالس في عموم البلد، وإن كان المجلس الوحيد الذي تترأسه سيدة.
كما أن تجربتها كعمدة سابقة لبلدية تفرغ زينة تعد دليلا صارخا على جاهزية المرأة الموريتانية واستعدادها لخدمة بلدها، وقدرتها على القيام بتلك الخدمة على أكمل وجه.
الوزارات التي تقودها سيدات هي الأخرى بين الحين والآخر تقدم نماذج يمكن اعتبارها إنجازات نسوية، وإن كان العمل الحكومي يختلف.
نفس الحال في الإدارات الإقليمية، والبرلمان، ومؤسسات التعليم والصحة.
بمناسبة 8 مارس حان الوقت لأن تحس المرأة بالأمان، هكذا رفعت "اليونسيف" شعارها هذه السنة، وهو شعار كأنه رفع باسم سيدات موريتانيا.
حان الوقت لأن تشعر المرأة فعلا بالأمان وأنها لست مضايقة لا في العمل، لا في الشارع ولا في البيت.
تحس فعلا أنها كل من الجزء، لا جزء من الكل، وأن ما تحقق من مكاسب، ليس إلا جزاء عمل وتضحية، لا متنازلا عنه ولا ممنوحا بالمجان.
لكن أهدي مضمون هذا العمود، وأتمنى أن تتحقق لكن الطموحات والأمنيات.
كل ذكرى وأنتن بألف خير.