لقد فرضت وسائل التواصل الاجتماعي نفسها كإعلام بديل أو اصبحت هي الإعلام ،إلا أن ذلك أتبع بموجات تظليل وبطولات لا وجود لها علي ارض الواقع ،فمن صفات المخلص أن يكون العمل الصامت أحب إليه من العمل الذي يحفُّه ضجيج الإعلام وطنين الشهرة، إنه يؤثر أن يكون من الجماعة كالجذر من الشجرة.. بالجذر قوامها وحياتها، ولكنه مستور في باطن الأرض لا تراه العيون.
دعونا من بطولات مواقع التواصل الاجتماعي واعلم يا اخي ويا أختي أن كل من نشر ضلالة في الناس: أفسدت فكرهم، أو أوهنت إيمانهم عزيمتهم وسكينتهم ، أو ألقت في عقولهم شبهات؛ فهو محاسَب على هذه الضلالة. قال سبحانه: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (النحل:25) فما بالك بالتهديد.
ان الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تمثل أصحابها فقط بمعنى أنه يجب على الموظف ألا يعبر عن آرائه على تلك المواقع بصفته الوظيفية ابدا وأقول ابدا.
وأن يحرص على ألا ينشر على المواقع الشخصية ما يمثل أو يدعي أنه يمثل جهة العمل التي ينتمي إليها وفي حالة التعبير عن رأي أو اتجاه معين يجب عليه عرض بيان واضح لإخلاء المسئولية، يوضح به أن ما يقوم به من آراء وأنشطة يمثل رأيه الشخصي، كما يحظر على الموظف إبداء رأي سلبي أو شكوى تخص جهة عمله على حسابه الشخصي فالشكاوى لها طرق قانونية ينبغي اتباعها في إطار مؤسسي؛ و لكن يراعي حق الموظف في التمتع بحرية الحديث وإبداء الرأي والشكوى الموضوعية – فيما يخص أموره في جهة العمل- مع ضرورة الالتزام والمحافظة على الآداب العامة والنظام العام والقوانين السارية في هذا الشأن.
ويجب على الموظف أن يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بلباقة وموضوعية، وعدم كتابة الرسائل أو نشر المقالات المجهولة أو غير المجهولة التي تسيء إلى جهة عمله أو المسئولين فيها أو إلى الحكومة بشكل عام، أو أية جهة خاصة أخرى وفي جميع الأحوال يتحمل الموظف الحكومي مسئولية ضمان عدم الضرر على مواقع التواصل الإجتماعي بسمعة الجهة الحكومية التي ينتمي اليها أو التشهير أو القذف أو التطاول على سمعة الجهات الحكومية الأخرى؛ وعليه أحبتي في الله أنصح نفسي وانصحكم وارجوان لاتخرجو الكلم من إطاره فهو مجرد رأي شاب يحتمل الخطأ والصواب .