قال تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَیۡهَا مَلَـٰۤىِٕكَةٌ غِلَاظࣱ شِدَادࣱ لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ)
[سورة التحريم 6]
الصلاة عماد الدين .
وهي أول ماينظر إليه يوم القيامة فإن قبلت نظر في بقية عمله وإلا بطل كل عمله .
أيها الأمهات الأمهات...
كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يحرصون على أن أمر أبناءهم بالصلاة .
حتى إن بعضهم كان يقول أريد أولادي صالحين و إلا فموتهم أحسن .
يبدوا أننا في زمن يتغير .
اليوم نرى رجالا يافعين ناضجين ولا يعرفون للصلاة حضورا في حياتهم .
ليس لأن آباءهم وأمهاتهم لا يصلون ، بل لأنهم لا يأمرونهم بها ، ولم يؤمروهم بها .
مع أنهم يعلمون أنهم لا يصلون .
لا أدري هل هذا لضعف إيمان ، أم أنهم لا يحبون مصلحتهم أم يخافونهم .
لم لا تأمر ابنك بالصلاة يا عبد الله ويا أمة الله.
شخصيا
لو افترضت أنني ربيت جروا من الكلاب ، لما هان علي أن يلقى في النار .
فكيف بالبشر .
كيف بفلذات أكبادكم ؟ لحمكم ودمكم؟
أما تعلمون أن من مات متهاونا في الصلاة فله أربع عقوبات في الدنيا:
تنزع البركة من رزقه.
تنزع عنه سيمة الصلاح.
لا يرفع له دعاء .
يموت عطشانا .
واثنتان في القبر .
يضيق عليه قبره
يعذب في القبر.
و في الآخرة.
يعطى كتابه باليسرى.
ويلقى في جهنم .
هذا للمتهاون فيها فكيف بتاركها ، وفي الحديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فهو كافر .
في المثل الحساني ياسر الكفر دون ترك الصلاة.
أطابت أنفسكم أن تخلدوا للنوم ولا تدرون هل أدى أولادكم الصلاة أم ضيعوها .
إذا حدثتهم أن فلان لا يصلي قيل لك ندعو له بالهداية.
ولو أخبرتهم بأنه مريض .
كانت ستعلن حالة الطوارئ ويذهبون به إلى المستشفى ويحضرون الأدوية.
لن يكتفوا قطعا بالدعاء.
تعرفووا على نعم الله تعالى واحمدوها ، وحمدها صرفها في طاعة الله تعالى.
فلتكن لكم شفقة على أنفسكم ، وعلى أولادكم .
الخاتمة الحسنى هي صلاح الذرية .
فلما ذا تتركون ذريتكم للضياع ؟
أين أنتم من : أو ولد صالح يدعو له؟
ذريتكم هي أثركم في الدنيا .
هي ثمرة حياتكم .
فاتقوا الله تعالى فيهم .
فرصتكم هي في هذه اللحظات التي تشتركونها معم ، فعلموهم تقوى الله تعالى ، يصلحون لذاتهم ولكم ، وترون نتيجة ذالك عاجلا وآجلا .
أما من ترك أولاده بلاصلاة ، فقد تركهم بلا إسلام ، وهو أول من سيندم ، حين يرى بدل البر عقوقا ، وبدل النجاح فشلا .
وحين تأتي اللحظة ويوارى الثرى سيندم ولات حين مناص .
أولادكم أعمالكم ، فإن صلحت ، فطوبى لكم ، وإني فسدت ، عسر جبرها .
أعرف أن هناك من سيستاء من هذا ، وهو مستعد لإلقاء اللوم ، والدفاع عن أولاده ، لأنهم تعرضوا للهجوم ..
لكن صدقوني .... أنا ناصح مشفق لا عدو .
متأكد أن تحت الأرض آباء في نعيم لبر أبناءهم وحسن تربيتهم ، وهناك آباء شقووا لسوء تربية أبناءهم .
وأريد أن يكون لكم أثر صالح بعدكم .
بعض الآباء والأمهات جاهزون للدفاع عن ضياع أبناءهم .
لكن جهزوا دفاعكم أمام ملائكة غلاظ شداد في وقت تقولون فيه نفسي نفسي.
ألا إني قد بلغت .
اللهم فاشهد .