يوجد بداخل كل منا أنسان عنصري، البعض يقتل هذه العنصريه ولا يجعل لها أثر والبعض الآخر تقتله وتمحو أنسانيته.
ولدت وحيداً ودرست وحيداً وتخرجت وحيداً وتوظفت وحيداً وستموت وتدفن وحيداً، أين اسم العائلة هنا؟ و أين القبيلة هنا وبماذا أفادتك في مراحل حياتك التي خضتها وحيداً !؟
العنصرية لا تشمل لون او قبيلة او دولة أو لتشمل مذاهب وأديان
لو تفكرنا قليلاً مانتاج العنصرية؟ أبادت شعوباً لا ذنب لهم وأطفالاً تنتظرهم الحياة وزيجات لا تتم بفعل العنصرية!
العنصرية ليس لها نتاج الا أنك سوف تشعر نفسك كالقطيع لا رأي لك، الأمم تتقدم وبالعنصرية يعم الجهل والتخلف وتذهب سنوات من عمر الأنسان وهو في دوامة العنصرية!
العنصرية جهل وداء ينخل قلبك حتى يمتلكه وتصبح مُصاب به ويصعب التخلّص منها !
العنصرية ليست صفة فطرية بل يكتسبها الشخص من بيئته ومجتمعه وللأسف ان ينشئ ويُربى جيل على العنصرية من خلال مايروا ويشاهدوه من والدينهم .
يقول: نيلسون مانديلا
"لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه .. الناس تعلمت الكراهية وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذاً بإمكاننا تعليمهم الحب .. خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية"
لاشك ان التّعنصر ضد مجتمعٌ او لون من ضروب الجهل والتخلف وانحطاط اخلاقي وقيمي اجتماعي يدلل وبوضوح على مدى ما وصل اليه صاحبه من انحدار خطير في فطرته وما وصل اليه من طبائع يرفضها الذوق والمنطق معا وترفضها المبادئ السوية والذي يمارس هذه العادة السيئة فما هو إلا فاقد للعقل والبصيرة حتى وان واجهك بمحياءٌ باسم فلا تعدو ابتسامته خديعة تخفي وراءها الكثير من الخبث واللؤم والعاقل لا ينخدع بالابتسامة الصفراء التي يريد بها صاحبها عبثاً تغطية ما يضمر في داخله من عنصرية مقيتة لا مبرر لها سوى انها قد تغلغلت في ذاته؛ عادة سيئة سالبة والمرء السوي هو ذاك الانسان الذي ينظر للبشر بنظرة ودّ ومحبة دون تفرقة او تمييز ...
ان العنصرية مرض خبيث يجب علينا اجتثاثه من جذوره بالوعي والوعي المطلق الذي لابد ان يختفي من قاموسنا البغض والقطيعة والتمييز بين الناس بشكل جذري ونهائي فكلنا بشر في النهاية وقد يكون تفكيري تجاه شخصاً ما او فيئة مجتمعية ما تفكير خاطئ في غير ما آل إليّ اما عن طريق نظرتي القاصرة او عن طريق سماع الآخرين والاخذ بما سمعت عن هذا او ذاك دون تمحص او تأكد عما سمعته عنه فكم هم ضحايا((قالوا وسمعنا))...
لسنا منزهين ولا معفوفين من الخطاء فكلنا خطاؤن وخير الخطائين التوابون ولكن يجب علينا جميعاً التريث وعدم الاستعجال في الاحكام وعدم الاخذ بقالوا وسمعنا وعلينا ان نصحح من اعوجاجنا نحن ما استطعنا قبل ان نصحح اعوجاج غيرنا فكل نفسٍ بما كسبت رهينة والله الهادي الى سواء السبيل.