بوصفي أنثى / النجاح بنت محمد محمذ فال

تحل اليوم ذكرى.. وذكرى .. ألم يجتر مخيلتى  الى  محراب الذكريات 

فى السادس عشر مارس  1981  والسادس عشر مارس 1982  والثالث عشر إبريل  1984  بجراحها التي مازالت تتطاول على سائر ذكريات الألم والحسرة  حيث لايعرف اليتامى والارامل اماكن دفن ذويهم

فى الاولى قام ضباط موريتانيون بمحاولة الاستيلاء على السلطة فى إطار ماعرف فى ذلك الوقت بتجليات الحرب الباردة التي كانت محاورها متجسدة فى منطقتنا في دولتين هما المغرب والجزائر ..

ودون إعطاء حيز لما آلت إليه ملامح الحرب الباردة فى منطقتنا وتجلياتها المتمثلة فى قضية الصحراء فإن الدوافع المحلية لتلك العملية لم نسمع عنها إلا حديث الموت ..لقد قتل منفذوها العسكريون دون ان نسمع احاديثهم، أما شركاؤهم من مدنيين او من هم خارج البلاد فلا أحد ينتظر حديثهم

قتل ضباط السادس عشر مارس وقتلت معهم حقائق وولدت اخرى هي ان غصب السلطة سرقة للأوطان ..ولو قدر لهؤلاء أن يتساءلوا عن مدى أهمية ما قدمه مغتصبوها -خصومهم -لا طلعو على حصيلة هزيلة :

وفي 16 مارس 1982  بدأ مسار الم آخر مع البعثيين  لا انسى اننا اثناءه فقدنا الشاعر فاضل امين الذى تم سجنه وربما كان مرضه وموته بسبب ذلك .

إذا كنا نقبل طواعية ان هؤلاء قتلو بسبب الطمع فى السلطة..

فهل نقبل أن المهندس سيد محمد ولد ابات الذى قتل تعذيبا هو وزميله فى النضال احمد محمود  ، كانو ضباطا  أو انهم قاموا بمحاولة انقلابية !

 هل بمجرد منشور يسفك دم ! لم يمض وقت حتى تلاقت الدماء الموريتانية فى زمن هيدالة

كانت انتفاضة الناصريين 1984 هي البداية الفعلية لخنق نظام هياكل تهذيب الجماهير ..وبما لاقته من مد شعبي كان لابد للاطراف القابضة على السلطة ان تطيح بنظام ولد هيدالة ..

قد لا يوافقني البعض من الذين يرون أن تداعيات أحداث السادس عشر مارس هي التي أدت إلى سقوط هيدالة ..

وللوقائع صوتها ..فتلك الأحداث رغم أهميتها لم تلق ذلك الزخم الذى لقيته انتفاضة الحركة الناصرية ربما لان الشباب الذين عذبوا  حتى مات بعضهم  كانوا مدنيين ،  لا عسكريين   فما ألقوا حجرا ولاكسروا زجاجة ..

الاهم من كل ذلك  ان تلك الدماء أودت بنظام الهياكل ولكن دون أي حساب !  وإلى اليوم !

قد يقول قائل بأن انقلابيي السادس عشر مارس عدوانيين ..فماذا عن أحداث 13 أبريل ؟

لا يزال للوقائع عن الدماء حديث..

فرح الكل بانقلاب ديسمبر12 /12 1984

وكانت النتيجة  أحداث ماساوية راح ضحيتها مدنيون مثل يوسف گي وغيره

ويظل السؤال مطروحا هل كان يوسف گي ورفاقه عسكريون طامحون للسلطة ؟حتى تستباح دماؤهم إلى هذا الحد ؟

هل كتب علينا أن نتخاطب بحبر الدماء لا بحبر الأقلام؟

هل نقبل ان نمجد من قامو  بهذا او تواطأوا  من اجله ؟

ذكريات لم شملها:

 -تذكر جدتى تلفظ انفاسها من المرض سنة 1983 والدكتور عبد الله ولد اباه يبعد عنها 200 متر فى مدينتي بتلميت  لأنه يخضع للإقامة الجبرية . بسبب العاشر يوليو والسادس عشر مارس

-تذكر أرملة صديقة هي زوجة المهندس سيد محمد ولد ابات  وتذكر كريمتيه بذاك الحال ..

-تذكر اسرة  طبيب من إخوتنا الزنوج كانت جارة لى فى مدينة افديرك نجت والحمدلله لكنها فقدت اعزة لها..

بوصفى انثى اقول توقفوا عن حوار الدم وتابعو حوار الأفكار والأقلام .

16. مارس 2021 - 8:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا