موريتانيا على مفترق جيلين، القديم المثقل بماضيه، الملوث بسادية الأستحواذ على السلطة والثروات، الوطن بالنسبة له، محمية ، تمتلك القوة العمياء والسيطرة، لأخضاع الشعب من خارجها، وفرض عاهات الفقر والجهل والأذلال والأستسلام عليها، لا سكينة ولا رحمه له (الجيل القديم)، الا بعد ان يرى نفسه، على مرآة فاشيته وشموليته وغطرسته، متوجاً على عرش من معاناة الضحايا وخوفهم، تلك الثقافات الماضوية، معززة بالعقائد والشرائع النافقة، من الأولياء و العلماء والأئمة، تستعير قدسيتها الزائفة، وفي حالة استغباء واستغفال، يحشرون الضحايا في اكياس التطرف القبلي والعرقي والجهوي، وفي غيبوبة مريحة، يستهلك المعذبون اعمارهم بلا حياة، ادميتهم مثلومة المعنى، بلا كرامة ولا مضمون.
ــ الجيل الجديد، يحمل هموم الناس، يأخذ بيد الضائعون، ليعود بهم الى ذاتهم، ممتلئون بوعي البحث عن وطن، يعيد لهم طريق المستقل، وطن العداله والمساوات وطن لكل الموريتانيين ويريدون وطن واقعاً، يستحضر لهم تاريخ اجدادهم، الغني بأقدم وأعظم الحضارات في شمال افريقيا، ويطرح السؤال المشبع بالحقائق، بوجه المراجع الدينيه ودجاليها: هل افتيتم بحرمة أكل المال العام ،هل أفتيتم بحرمة التخريب والسرقه والابتزاز وحرّمتم التملق والنفاق اذا نحن لسنا بحاجه لكم .
ــ الجيل الجديد، سيعيد تنظيف ارضه، من سرطانات الفساد، واجهزتها الامنية الولائية، واخراج التلوث القبلي والعرقي، من شرايين المجتمع الموريتاني، جيل جديد يهتف للحياة فصيحاً بعذوبة لهجته، وأخر قديم يحمل نعشه بين خطابه السياسي التملقي وخطبة الجمعة المترجمه له دينيا واخرى،، يرطن نقاط نهايته ، ملثم يحمل أكياس فضائحه على ظهره حتى لا يراها، سلم ستر بيته،للمتطرفين والمخنثين وبائعات الهوي
الجيل القديم كانت خياناته موجة فأصبحت نهج، لازمته الى يومنا هذا، فانحسرت فيه هوية الأنتماء والولاء الوطني، واصبحت السلطات والثروات وطناً له، اكتسب الأنحراف بين اطرافه قوة العادة، فأصبحت غير قادرة على مراجعة وتقييم مرحلتها، ثم التصارح والتصالح مع بعضها، فأكتملت جاهزيتها للسقوط، في مستنقع الفساد .
ــ احزاب الجيل المستهلك، جمعتها المنافع وفرقتها الكراهية، لكن التبعية وحدتها في نظام للتحاصص، تحت خيمة اغلبية فاسده، لا تعنيها القيم الوطنية والأنسانية، بمقدار ما تمتلكه من السلطات والثروات، واشباع ساديتها الذكورية، في فصل جسد المرأة عن روحها ثم افتراسه، فسقطت في مستنقع فضائحها الأخلاقية والأجتماعية، وسقط معها كامل حثالات العملية السياسية،
الجيل الجديد الذي نشأ من خارج، التكوين الأيديولوجي لتلك الكيانات المتآكلة منفصلاً عنها، وكأمتداد لتاريخ اجداده، وتأسيس وطن يضم الجميع جاء مرتبطاً بذاته، لا يحمل اصابات الأنتهازية والوصولية والنفعية، لجيل الأحزاب التي سبقته، انه "يريد وطن بلا مفسدين "، انه جيل آخر سيعيد الحياة، الى مستقبل موريتانيا ، ويضع نقاط الحق على حروف الحقيقة الموريتانيه.