اطلعت اليوم في "اليوتوب" على فيديو يتحدث صاحبه عن أسباب "رفض" المملكة المغربية الشقيقة استقبال وزير الخارجية الموريتاني، بعدما تقرر أن يزور المملكة، ولأنني لست على اطلاع بحقيقة الحدث ولا بحيثيات الزيارة المقصودة، أردت فقط أن أعلق على بعض الأمور التي قد تثار لدى متتبع هذا العمل "لكلاسيكي".
وقبل أن أتحدث حول الفيديو الهابط، أريد أن أبدي مجموعة من الملاحظات:
1- صاحب الفيديو الذي أخبر برطانته البادية أن اسمه حسن، لا يظهر ملامح وجهه في الفيديو.
2- المعلقين عليه لهم رأي واحد وواحد فقط.
3- يبدو أن فهمه الغريب للحياد الإيجابي نابع من عدم قدرته على استيعاب عرض الحجة التي "لقنت" له.
4- أزمة الكركرات لم تغير شيئا في حياة الموريتانيين (ما طيحت اسم اعل اتراب).
إن المتتبع لتاريخ العلاقات بين الدول في المنطقة يلاحظ أنه من حين لآخر يطل علينا بعض "الموظفين" من أبناء أو بنات المملكة المغربية الشقيقة بآراء استفزازية تزامنا مع كل نجاح دبلوماسي موريتاني، وكأنه يراد من ذلك أن تغير موريتانيا أجنداتها خوفا من صولة الضعفاء!، ولكن كل تلك "المسيوهات" ترجع بخفي حنين بسبب أصالة الموقف الموريتاني من الصراع حول الصحراء الذي لم يتغير، والمدعوم من طرف الأمم المتحدة، والنابع من مقتضيات التاريخ وإكراهات الجغرافيا، موقف أقل ما يَقول عنه الأحرار أنه منصف ومنصف جدا، إذ يخدم السلم والأمن في المنطقة إلى أن يقيض الله لأطراف النزاع حله، أو يأتيهم منقذ على فرس أبلق!!، لتفتح الطريق أمام حياة أفضل للشعوب، تتجاوز الأجندات الشخصية وصراعات وضغائن فلول العهود الاستثنائية.
أنا أجزم مثل غيري أن العلاقات التاريخية بين الشعبين الموريتاني والمغربي، لايؤثر فيها نزغ أصحاب الحسابات، ولا أراجيف المأجورين في المنطقة، كما أنني على يقين من أن قيادتي البلدين برهنتا على حكمة منقطعة النظير، أسهمت في تقوية جسور التواصل والتعاون في المنطقة، وهو ما يعكس مستوى التداخل الحضاري والتاريخي والثقافي والاقتصادي بين الشعبين الشقيقين.
وهنا يكون تسجيل "السي حسن" مجرد نشاز من نشازات التنظيمات الإدارية المتجاوزة، والتي مردت على العمل في الظلام، ورتعت في أوكار إثارة الفتن والصراع، وأنبتت شحوما من مآسي الشعوب وإثارة النعرات!!، نعم هي تنظيمات يسيرها بعض الموظفين من بقايا إدارات العهود الاستثنائية وأصحاب نظرية "التأزيم من أجل التمكين"..
أعتقد باختصار، أرجو أن لا يكون مخلا، أن تسجيل "حسن" سوف تكون له نتائج مدوية وتاريخية لصالح الشعب الموريتاني، تتعلق بالإحساس العميق من طرف الشعب والدولة أن الخضروات والفواكه القادمة من وراء الحدود "غير المعترف بها دوليا"، لا يعول عليها في الأمن الغذائي لشعبنا، وأن التجارة المحكومة بالسياسة تظل كسراب بقيعة..
إن الذي يعرف القائد محمد ولد الشيخ الغزواني يدرك أن زمنه ليس صالحا لأن تهدَّد موريتانيا بقطع الأرزاق عن شعبها (التخويف بالطماطم)، فتعدد الاحتياجات والاقتصاديات وتفعيلها أو عدمه هو الذي تقوم عليه العلاقات الدولية، وكل طرف يمتلك وسائله في هذا الموضوع، ومع ذلك نحن مفتاح الوصول إلى المستهلكين في إفريقيا، ولن يتم اختراقنا من ثغرة "التجويع" التي يلوح بها هذا الأرعن وأترابه من خفافيش "الْبِيرَوْهَاتْ"..