اظهر التدخل العسكري الفرنسي في الشمال المالي تناقضات بنيوية يعيشها المجتمع الموريتاني، تمثلت هنا في تصريحات هنا وهناك، وكتابات هنا وهنا، وفتاوى هنا وهنا وهنا، انه الانفصام الذي يعيشه هذا المجتمع عبر تطوره التاريخي.
لقد كشفت حرب مالي علي من يسمهم عرب موريتانيا الجهاديين، وما يسمهم زنوجها بالإرهابيين، مدي خطورة الموقف الذي نمر به هذا الأيام، حيث حصلت اصطفافات تبعا للعرق، لأن الدين واحد. وأبدعت المواقع الإخبارية الموريتانية في تأجيج عواطف العرب ضد الزنوج، عندما استسلمت لنداءات لاوعيها، عبر أخبار دوما ما تكون كاذبة، باستهداف جيش مالي لمن تطلق عليهم"البيظان"، الشيء الذي يذكرنا بالساعات التي سبقت أحداث 1989 و 1991، حين تم نقل أخبار كاذبة بتعرض "البيظان" للقتل من قبل لـ"لكور" لتثور ثائرة العرقيين، وتحدث كارثة.. إنها حقا تشبه أيامنا هذه ورجائي أن لا تقع. صحيح أننا كنا قبل هذه الحرب نعيش هدنة مزيفة وإجبارية، لكن تم خرقها، وبدت صفحات "الفيس بوك" مسرح لحرب ضروس، بين عرب موريتانيا وسودها، بسبب مواقفهم المتباينة من حرب شمال مالي، التي يراها الفريق لأول غزا والأخير تحريريا، حربا عرف طريقها يوما بعد يوم إلي الشارع. وقد اشتدت غطرسة هذه الحرب، بعد فتاوى وخطب بعض "علمائنا" الجاهزة، والمستنسخة من أرشيف فتاوى ليبيا وسوريا مع تغيير طفيف تجسد في استبدال المواقع. إننا اليوم نروج لمن وصفناهم بالأمس القريب إرهابيي "لمغيطي" و"تورين" و"الغلاوية" بحسب البعض، وإخوتنا في الدين وعمقنا لاستراتجي عند الآخرين، إنها لوحة قاتمة ترتسم مستقبل بلد علي كف عفريت. إذا كان من يمكن ان نسمهم بـ"البيظان" يرون في الازواديين امتدادهم الطبيعي، فإن "لحراطين" والزنوج يرون في لـ"لكور" امتداد هم الأصلي.. وعلي نفسها جنت .. ليس من مصلحة الجميع ان يضعوا مصلحة مالي فوق مصلحة بلدهم، ولا أن يحبوها أكثر من أنفسهم، فليدعو للماليين قضيتهم، ولنحل مشكلتنا، وإذا كنا ندعم ما يسمه البعض بالربيع العربي ونستعين بالغزاة الفرنسيين في تحقيقه، فل نترك للأفارقة شتاءهم قبل أن تنتقل إلينا العدوى، فما هي ببعيد. ان الأيام دول، وتناقضاتنا حتما تقتضي التدخل الفرنسي والأمريكي والإفريقي حتى يحل السلام، إذا لم نكن لله شاكرين. أقولها ومن اجل إحلال الأمن والسلام أنني اعرض علي فرنسا التدخل في موريتانيا مقابل مقايضة الماليين برجالات ديننا، ليشكلوا "ساحل استان" بين الشرق الموريتاني والشمال المالي، ليمارسوا هوايتهم في إصدار الفتوى، وعلي فرنسا من خلال حملتها المباركة ان تقصف دور الدعارة والملاهي الليلة وأوكار الرذيلة بعد ن عجزت فتاوى شيوخنا عن إصابتها.