ها قد أطلت علينا العشر الأواخر من رمضان ؛ خواتم الشهر الفضيل (و الأعمال بخواتمها) ؛ و مظنة ليلة تساوي عمرا كاملا(83سنة)؛ فأين نحن فيها؟
ما إن تدخل العشر حتى يصبح الحديث عن السوق و التسوق هو الشغل الشاغل
و تبدأ معركة الصرف الكبرى تسيطر على تفكير معيلي الأسر
حتى أنه على إثر تلك المعركة الضروس قد تتفكك الاسر.
و كأن رمضان أنتهى ...و هو يقدم أغلى ما لديه " العشر الأواخر"!!!
فبدأنا نملؤ الساعات بالحديث عن نوعية المشتريات و كيفيتها ؛ و الموضة الجديدة؛ و الاستعداد لخرجة العيد .
ذلك العيد الذي أهم سؤال جاء به هو :
هل أستفدنا عمليا من تلك التجربة الرمضانية التي عشنا من خلالها كيف يعاني الفقير الذي لا قوت عنده من الجوع و الحرمان؟
فيأمرنا الشارع فيه ؛ بإخراج زكاة الفطر على الفقراء...لتغنيهم يومهم ذاك.
فهل يتناسب التفكير في قضاء يوم في البذخ و الترف
مع التفكير في إغناء فقير طيلة يومه ؟
و هل نفوسنا أصبحت تحمل من الايمان و الرحمة ما يجعل صفة العطف على الفقراء ملازمة لنا طيلة العام ؟
أم أننا بدأنا ننسى رمضان و دروسه قبل أيام من مغادرته هن أعظم ما فيه ؟؟؟!!
و غرقنا في إرضاء شهواتنا و نسينا أولئك الفقراء؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
إن فرصة العشر الأواخر محفز لكل عاقل ؛ ليتدارك التقصير في ما فات من رمضان و يضاعف الجهد .
و لا شك أن اجواء العيد و السوق يتخذ منها الشيطان أدوات لإضاعة الفرصة التي لا تتكرر في السنة الا مرة واحدة.
فجدير بكل حاذق فطن أن لا يلتلفت إلى ما يلهيه عن ختام المسك و جائزة الشهر الكبرى "ليلة القدر"
و يكثر من الصلاة و الصدقة و قراءة القرآن و قيام الليل و صلة الأرحام و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
و الأحرى به أن يعتكف في المسجد حتى يصفو قلبه و يتفرغ لعبادة ربه و يتعرض لنفحات الرحمن في العشر الأواخر.
بقلم : القصطلاني سيدي محمد ابراهيم