العشرة الأواخر.. و الإتجاه الآخر! / القصطلاني سيدي محمد

ها قد أطلت علينا العشر الأواخر من رمضان ؛ خواتم الشهر الفضيل (و الأعمال بخواتمها) ؛ و مظنة ليلة تساوي عمرا كاملا(83سنة)؛  فأين نحن فيها؟

ما إن تدخل العشر حتى يصبح الحديث عن السوق و التسوق هو الشغل الشاغل

و تبدأ معركة الصرف الكبرى تسيطر على تفكير معيلي الأسر

حتى أنه على إثر تلك المعركة الضروس قد تتفكك الاسر.

و كأن رمضان أنتهى ...و هو يقدم أغلى ما لديه " العشر الأواخر"!!!

فبدأنا نملؤ الساعات بالحديث عن نوعية المشتريات و كيفيتها ؛ و الموضة الجديدة؛ و الاستعداد لخرجة العيد .

ذلك العيد الذي أهم سؤال جاء به هو :

هل  أستفدنا  عمليا من تلك التجربة الرمضانية التي عشنا من خلالها كيف يعاني الفقير الذي لا قوت عنده من الجوع و الحرمان؟

فيأمرنا الشارع فيه ؛ بإخراج زكاة الفطر على الفقراء...لتغنيهم يومهم ذاك.

فهل يتناسب التفكير في قضاء يوم في البذخ و الترف

  مع التفكير  في إغناء فقير طيلة يومه ؟

و هل نفوسنا أصبحت تحمل من الايمان و الرحمة ما يجعل صفة العطف على الفقراء ملازمة لنا طيلة العام ؟

أم أننا بدأنا ننسى رمضان و دروسه  قبل أيام  من مغادرته هن أعظم ما فيه ؟؟؟!!

و غرقنا في إرضاء شهواتنا و نسينا أولئك الفقراء؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

إن فرصة العشر الأواخر محفز لكل عاقل ؛ ليتدارك التقصير في ما فات من رمضان و يضاعف الجهد .

و لا شك أن اجواء العيد و السوق يتخذ منها الشيطان أدوات  لإضاعة الفرصة التي لا تتكرر في السنة الا  مرة واحدة.

فجدير بكل حاذق فطن أن لا يلتلفت إلى ما يلهيه عن ختام المسك و جائزة الشهر الكبرى "ليلة القدر"

و يكثر من الصلاة و الصدقة و قراءة القرآن و قيام الليل و صلة الأرحام و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

و الأحرى به أن يعتكف في المسجد حتى يصفو قلبه و يتفرغ لعبادة ربه و يتعرض لنفحات الرحمن في العشر الأواخر.

بقلم : القصطلاني سيدي محمد ابراهيم 

2. مايو 2021 - 18:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا