خلال الحملة الصيفية الماضية تعرض محصول أكثر من 11560 هكتار للتلف، نتيجةً لعدم توفر الحاصدات الزراعية كما أن أغلب محصول الحملة الخريفية الأخيرة ضاع هو الآخر بسبب الآفات الزراعية (الديدان والفئران) التي التهمت آلاف الهكتارات بمنطقة يصل طولها 80 كلم.
الآن، يطالعنا المزارعون من جديد بمخاوفهم من تكرار نفس تجربة خسارة المحصول للسبب نفسه: عدم وجود العدد الكافي من الحاصدات، وذلك على الرغم من تعهد القطاع الوصي بتوفيرها قبل حلول فترة الحصاد. فقبل أربعة (04) أشهر من الآن، صرح وزير التنمية الريفية في ندوة نظمتها إذاعة موريتانيا أنه بتاريخ 30 دجمبر 2020 تم فتح صفقة اقتناء 120 حاصدة و140 جرار وسيتم بيعهم للمزاعين بأسعار مدعومة.
في بداية أبريل الماضي قال رئيس الإتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين خلال إجتماع عقده بالمزارعين على مستوى ولاية اترارزة إن حاجيات الحملة الزراعية الحالية من الحاصدات سيوفرها القطاع الخاص في الوقت المناسب.
اليوم، يفصلنا شهر واحد عن بداية حلول حصاد الحملة الصيفية ولم يتم حتى الساعة جلب أي حاصدة ولا استيراد أي جرار.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى كالجواسيس بل سرايا كالجيش، على حد تعبير شكسبير، فقد لاح في الأفق خطر آخر يهدد هذه الحملة وهو تعطل الطائرة المستخدمة في مكافحة الطيور مما سيتسبب، لا شك، في مضاعفة الخسائر وسينسف كل الجهود المقام بها في هذا المجال (منح الأسمدة للمزارعين، استصلاح الأراضى....).
ترى هل سيتكرر نفس السيناريو السابق: مزارعوا يطالبون بالتدخل من أجل إنقاذ الحملة، تفرج وتسليم بالعجز، خسارة كبيرة في المحصول، مطالبات بالتعويض، أوامر من رئاسية بمآزرة المزارعين وتعويض المتضررين منهم؟
أم سيتم تدارك الأمر وتجنيب البلد خسارة الحملة الزراعية الثالثة على التوالي؟ نتمنى ذلك.
رجاءً، انقذوا المنتوج الوطني، هذه المرة، قبل فوات الأوان...