قال تعالى : [[وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}}
وقال أيضا [[وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ]] صدق الله العظيم
لا يخفى عليكم ما للعمل الخيري من أهمية على المعوزين والفقراء والمساكين، لذا فقد حثَّ ديننا الإسلامي الحنيف على فعل الخير للناس، بل جعله سبباً للفلاح والنجاحِ في الدنيا والآخرة، كما أن القيام بهذا العمل ينمُّ عن مستوى عال من النضج الفكري والوعي الثقافي والديني الرصين؛ لأن الطريقَ إليه صعبة؛ وتحتاج إلى التحلي بروح الصبر والمثابرة للظفر بالحسنى، إلا أنه من الملاحظ في وقتنا الراهن إقبال كبير على العمل الخيري التطوعي - خصوصافي شهر رمضان المبارك ومواسم الخير - ،سواء كان ذالك على المستوى المؤسسي -الهيئات- أو على المستوى الشخصي البحت -مبادرات شخصية - من قبل الأفراد، ولا ريب أن هذا مؤشر إيجابي ،إن دل على شيء إنما يدل على رفع مستوى الوعي المدني و الحضاري في المجتمع
فالعملُ الخيري _كما هو معلوم_ له أهداف وأبعادٌ متعددة، -لا يمكن حصرها- ليسَ أقلها البعد الاجتماعي وما يجسدُه من تكافل وانسجام بين أفراد المجتمع، باعتبارهِ كالجسم الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى...
ولاشكَ أن هذه البلاد -رغم ما تمرُّ به من ظروف صعبة- تكتنف الكثيرَ الكثيرَ من الخيرين والمحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب النقية، مما كان له الأثرُ البالغ في تعزيز وتكريس أواصر المحبةِ والأخوة بين هذا الشعب الطيب
فالمتأمِّلُ في هذا المجال، سيدرك لا محالة أن هناك جهودا جبَّارة، تقوم بها بعضُ هذه الجمعيات أو الهيئات، تتمثل في الأعمال والأنشطةِ الخيرية التى تعتبرُ في غايةِ الأهمية؛ خدمةً للفقراء والمساكين وبغيةً لسد خلَّتهم؛ وهذا لاشك عمل نبيل، يحتاج الدعم والمساندة من الجميع ،
كما أن الأعمال - المقدَّمَة- غالباً ما تلامسُ واقعَ و هموم المحتاجين وذالكَ من : سقايةٍ، ونقلٍ للمرضى، وشراء الأدوية، وإجراء بعض الفحوصات الطبية إفطار الصائمين... والتكفل ببعض الأيتام .....الخ؛
وبما أننا في ظلال شهرِ البذل و الإحسان ، شهر الرحمة والغفران، والعتق من النيران أقترحُ على الحكومة الموريتانية أن تشاركَ أصحابَ العمل الخيري وتساعدهم وتشجعهم وذلك بما يلي :
- خلقُ علاقة قوية بين المؤسسات الخيرية والمؤسسات العمومية وخاصةً في الميدان الاجتماعي !
- تشجيع هذه المؤسسات؛ وذلكَ بإنشاء جائزة سنوية - للجمعية أو المؤسسة الخيرية الأكثر عطاءً في السنة - تدعى مثلا جائرة رئيس الجمهورية للعمل الخيري"
- تخصيصُ جزء معتبر من المزانية العامة للدولة ، لصالح الجمعيات الخيرية كمساعدة للقيام بأعمالها.
- القيام بورشات تكوينية لصالح الشباب المندمجين في هذا العمل النبيل داخليا وخارجيا..
- تكَفُّل المستشفيات الوطنية والمراكز الطبية ببعض المرضى المحتاجين المقدَّمين من طرف الهيئات الخيرية..
- اطلاق حملة تبرع كبرى لصالح هذه الهيئات .
- تأمين صحي لبعض الفقراء المحتاجين المسجلين في هذه المؤسسات الخيرية.
هذا، -طبعا- ودون أن نغفل عن دعم ومساندة رجال الأعمال والتجار والموظفين بصفتهم الشخصية.
وخلاصة القول يجبُ أن نسعى جميعا - حكومة وشعبا - إلى تكريس ثقافة العمل الخيري و التطوعي في شتى المجالات، كما يحب أن نعزز هذه الثقافة في الأجيال الصاعدة في مدارسنا، لما لهذا العمل من خير وصلاح للعباد في الدنيا والآخرة.