الاتفاق "المؤسف" من صائغ المجوهرات بدأ المسار الصحيح / سيدى المختار ولد يوكات

أصدر حكام الجمهورية الإسلامية الموريتانية - والتي اغلب أراضيها صحاري جافة وقاحلة - الكثير من رخص التنقيب عن خيرات باطن الأرض الشحيحة على ظهره بعد أن أسأل لعابهم ما اكتشفه إخوتهم العرب من نفط وغاز وكذلك إخوتهم  الأفارقة من ذهب و ماس ومعادن نفيسة ومع عدم تحقيق مفاجأة راهنوا عليها كثيرا في عمليات التنقيب المكثفة و مع الحاجة الماسة إليها في فترة حكم الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع بدأ النظام حينها يشعر بشيئ من خيبة الأمل ليعوض التنقيب في باطن الأرض عن كنوز الطبيعة بالتنقيب في أرجائها عن شركاء أقوى وأكثر خبرة لعل بعضهم يجر من ينافسه أو من هو أسطع أضواء .

وكانت النتيجة هي ظهور مشروعين  هما حقل شنقيط البحري  النفطي و شركة تازيازت لاستخراج الذهب ونتوقف عند الاخيرة 

خلال عمليات التنقيب ظلت الكفاءات الوطنية بعيدة جدا عن نتائج فحص العينات في شركات التنقيب التي نقبت هي أولا عن من يصلح لها بدل من تصلح هي له و نجحت في ذلك نجاحا  باهرا إلى درجة أن بعض الكوادر الوطنية العاملين في شركة تازيازت في مرحلة استخراج الذهب كان يفضل ورقة ال 100 دولار على قطعة ال 100 غرام ذهب.

بداية دخول صاغة الذهب على الخط

ذات يوم من أواخر سنة 2016 قدم إلى سوق لحموم ( سوق الذهب ) شاب ثلاثيني وطلب من أحد الصائغين مساعدته في معرفة حقيقة قطع معدنية كان قد احكم شملها في قطعة قماش قبل وضعها في جيبه .

ليجيب الصائغ بعد التحريات المعهودة ان القطع موضع الاختبار قطع ذهبية عالية الجودة ويبلغ ثمنها مئات الآلاف من للأوقية القديمة 

ليتلقف الشاب الثمن ويغادر وكأنه لم يستيقظ بعد ليواصل حلمه إذ  يفضل أن يبقى نائما على إن يستيقظ ويرى حاله القديم.

ولكن المفاجأة أن الشاب نفسه ظل يرد الى نفس الصائغ دوريا وبكميات معتبرة غالبا ويدعي أنه يستوردها من خارج البلاد لتنطلق شائعة ان الصائغ فلان يتعامل مع غريب في ذهب مجهول المصدر فيبادر كبار التجار برفض التعامل معه ومع كل من يتعامل معه خوفا على امولهم وأصبح هذا الذهب الغريب يسمى " ذهب داعش " إلى أن تسرب السر من الشاب الأول و كما تسرب إليه من شركة تازيازت  وينطلق في أوساط الطامحين كالنار في الهشيم لتبدأ حمى الذهب والحلم بالثراء الفاحش والسريع يجتاحان الشباب الموريتاني.... 

 

وبالرجوع إلى ما تقدم فقد جلب التوقيع على الإتفاق "المؤسف" الخبرة والأضواء الساطعة التي فضحت كيد الشركات الأجنبية وجلبت الخبرة  التي هي أغلى من الذهب وشركة تازيازت ستكون يومآ ما شركة وطنية بقوة القانون و ستلحق بها الكثير من مثيلاتها وذلك دون المرور بمرحلة  " الأسف " و تكون بداية الشركات القادمة كما نهايتها كلهم افراح وافراح

ملاحظة 

الشاب الأول الذي جلب الذهب والثائر وبعض تجار الذهب في السوق وبعض كوادر العمال في الشركة  تحفظنا عن ذكر  أسمائهم لعلها تكون تعديا 

 

 

5. يونيو 2021 - 18:15

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا