ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الايام الماضية بأخبار مخيفة حول انفلات أمني خطير في انواذيبوا ومدينة انواكشوط...، مما دفعهم للخروج في مظاهرة رفعوا فيها شعارات تطالب بسيادة القانون وباستتباب الأمن.
تفننت وسائل التواصل الاجتماعي بعرض الاحداث بوسائط الصوت والصورة....
في هذا النوع من التسجيلات والصور هناك مسجل، ومتلقي، وموزع..وهنا مكمن الخطر حيث ان المتلقي والموزع لا يتحريان الدقة او توثيق المعلومات من المصادر الموثوقة..!! مما يفسح المحال امام الشائعة...
والشائعة او(جف') بالعامية عادة ثقافية متداولة لدى فئات عريضة من الشعب الموريتاني ضاربة في الأعماق حتى قبل ميلاد الدولة في الخيام (والفركان) يجد فيها البعض التأثير على الأحداث في مجتمع يهتم كثيرا بالقيل والقال!!
خاصة بعد توفر وسائل خطيرة مثل الموبايل والانترنت ووجود ساحة خصبة لهذه الشائعات..
وهي حدث أعيد إنتاجه عدة مرات وخطورتها أنها لا تعتمد على مصادر مباشرة موثوقة تأتى عادة لتغطى فراغا معرفيا تعذر سده بطرق السليمة..!!.
ولهذا فإنها تنتشر في المجتمعات التي لا تتوفر على طرق شفافة ومحايدة لتناول المعلومات الصحيحة وهذا ما جعلها تنتشر بهذه الوتيرة خاصة أن الكثير من الناس
حذر خبراء العالم من تداول شائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لما لها من أضرار على المجتمع، تفوق أضرار الجريمة نفسها..!!
من المعلوم أن أي إصلاح يتطلب خطة مدروسة نابعة من الواقع المفترض ولهذا يجب علينا أن نطبع تصورا ونرسم له مطامح، ونخلق له اتجاه معين يهدف إلى التقدم ولكن هذا سيبقى عقيم إلا إذا تجاوزنا هذه الأمور إلى عقل المجتمع... وليست الشائعات والأراجيف ومحاكمة النوايا التي يتخذها البعض بالحل الأمثل..!!
إن الإصلاح لا يمكن أن يتم بشكل فردي بل يجب أن يكون بالتشاور بين جميع الأطراف المكونة للدولة وليست السخرية التي انتهجها البعض خيارا صائبا لأنها تضعف الحجة وتبعد عن قواعد التأثير والمشاركة وبدون المواطنة والشعور بمسؤولية اتجاه الدولة والشعب فسيظل مفهوم الدولة بعيدا عن فكر الفرد واتمجتمغ!!
علينا أن نتحاور ونتصارح لتقوية نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية وأن نرسم مستقبلنا ككيان تترصده المخاطر من كل مكان في ظل مناخ دولي وإقليمي متقلب..فالمهم أولا وأخيرا اصلاح بيتنا الداخلي ....
ان أساليبنا التقليدية في محاربة الجريمة لم تعد تجدي نفعا، ومن هنا فقد بات من الضروري وضع خطة جديدة للحد من الجرائم في بلادنا، وهي الصرامة بتنفذ أحكام الإعدام فمن قتلته الشريعة فلا أحياه الله.وهو ماسيؤدي تلقائيا الى توقف هذه الجرائم. فقد توسعت مدينة انواكشوط كثيرا واصبحت حبلى بكثير من العادات والتقالبد التي لم نعهدها سابقا..مما زاد من انتشار الجريمة ولم تعد العقوبات التقليدية تجدي نفعا ولم يعد امامنا الا القصاص وعقوبة الاعدام...!!
ولكن عندما نطالب بهذه العقوبة تنتصب امامنا تلك الاتفاقيات الدولية التي وقعتها موريتانيا والتي تمنعها من تطبيق هذه العقوبة الرادعة!!
فلماذا لاتراجع الدولة الموريتانية هذه للاتفاقيات؟!،
على قرار الكثير من الدول العربية والدولية التي اقرت عقوبة الاعدام بعد ان كانت تحرمها.!!
وممازاد الامر تعقيدا عودة الرئيس السابق وتسجيلاته عبر فيس بوك وظهوره كمظلوم بعد اتهامه بغسيل الأموال والثراء غير المشروع و إساءة استغلال السلطة...!!
لم اقتنع يوما بفكر الرجل طيلة حكمه كونه يمسك بكل شيء فهو الرئيس والوزير والمدير والبواب والحارس..
فهل ينجح الرئيس الحالي عندما اعطى كامل الصلاحية للحكومة؟!
عاد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من خلال حسابه في الفيس بوك اكثر عنادا, حيث ظهر بلهجة قاسية وانتقاد لاذع لخصومه تاركا الباب
مفتوحا بمواعيد وخطابات لاحقة , قبل سرد الفصول الأخيرة لمرحلة جديدة , من التجرد والتحرر الإعلامي من قيود السلطة , وإستباحة الفضاء الإعلامي لبث خطاباته...
ليس الوقت مناسبا لهذه الخطابات فيعلم الرئيس السابق جيدا ان الحرية في الديموقراطيات العتيقة لها حدود اذا تعلق الامر بزعزعة الامن العام فاحرى دول العالم الثالث....!!
وانما حزم ومكافحة للجريمة التي بدأت تتمدد طولا وعرضا والتركيز على استخدام العقوبات الجنائية كوسيلة لردع الناس عن ارتكابها بصورة مؤقتة أو دائمة ومنع انتشارها على نطاق واسع...
وقد تستغل هذه الشبكات الاجرامية خرجات الرئيس السابق لمآربها الخاصة...
يجب على الدولة معاقبة، كل من نشر معلومات أو أخباراً أو بيانات أو شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي شبكة معلوماتية أخرى بدون أدلة ، بقصد السخرية أو الإضرار بسمعة أو هيبة الدولة.
ولهذا نرى من الواجب علينا جميعا أن نضع قدراتنا تحت تصرف الدولة.وان نكشف كل ما من شأنه أن يؤثر على الامن العام فهذه مسؤلية الجميع...
فالخطورة تكمن في تأثير الصورة وخطورة الشائعة.
ففي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).البخاري.
دامت موريتانيا آمنة مستقرة.